تاريخ المدينة:
نظرة عامة من الجهة الجنوبية الغربية على مونستر، من أعمال رميغيوس هوغنبرغ من سنة 1570 تأسيسا على رسم أقدم لهيرمان توم رينغ. إلى اليسار كنيسة "عبر الماء" مع القبة الأصلية الزائلة اليوم، في الوسط كاتدرائية القديس بولس، وإلى يمينها كنيسة "لامبرت" وفي أقصى اليمين كنيسة "لودغر". في المقدمة أمام الكاتدرائية الجزء الجديد من أعمال التحصين في موقع دخول الآ إلى المدينة.
قامت منذ القرن السادس الميلادي في موقع كاتدرائية مونستر المستوطنة السكسونية ميميغرنافورد. وفي سنة 793 أنشأ المبشر الفريزي لودغر قرب مخاضة على نهر الآ ديراً (باللاتينية:Monasterium) أعطى للمدينة التي ستنشأ هنا اسمها. أسس البابا ليو الثالث سنة 799 خلال لقائه مع الإمبراطور شارلمان أبرشية مونستر ، وأبرشيات أسنابروك، مندن وبادربورن. في سنة 805 قلد لودغر مهام أسقف مونستر وبوشرت أعمال بناء الكاتدرائية.
منحت مونستر سنة 1170 حقوق المدينة نظراً لتزايد عدد السكان.
ثم أصبحت أكبر مدينة في وستفاليا لاحقاً ونالت بين سنة 1358 و 1454 موقعا هاما في وستفاليا كعضو في رابطة الهانزة ثم كمركز متقدم للرابطة بداية من 1494.
شهدت المدينة فترة مأساوية ابان سيطرة حركة دينية متشددة عليها دعيت بحركة تجديدية العماد، وكان من رموزها جان بوكلسون (يوحنا الليداوي) الذي نصب نفسه ملكا حاكما على المدينة التي أطلق عليها اسم ممكلة صهيون وقام بإعادة معمودية سكانها بيديه وأطلق على المدينة اسم "أورشليم الجديدة" سنة 1534م، ولكن مملكته الصغيرة تلك لم تستمر طويلا. فبعد أن حوصرت لمدة سنة كاملة سقطت أمام جيش الأسقف الأمير فرانز فون فالديك في 24 حزيران 1535، وقام أتباع الأسقف بتعذيب بوكلسون ورفاقه من المعمدين الجدد بصورة وحشية ثم إعدامهم وتعليق جثثهم في سلال معدنية كبيرة على كنيسة القديس لامبيرت. وما تزال السلال معلقة منذ سنة 1535 حتى اليوم.
عقد فيها وفي أسنابروك المجاورة سنة 1648 مؤتمر السلام التاريخي الذي انهى الحرب المذهبية المعروفة بحرب الثلاثين عاماً بين البروتستانت والكاثوليك في 24 تشرين الأول وكرس العلمانية في النظام السياسي الأوروبي عبر ما سمي صلح وستفاليا، وحرب الثمانين عاما بين إسبانيا والثوار الهولنديين.
بعد أن توفي آخر أسقف أمير في سنة 1801 قامت القوات البروسية في العام التالي باحتلال المدينة.
ثم منحت الخطوة البروسية صيغة شرعية في سنة 1803 عبر القرار الرئيس لمجلس مبعوثي الإمبراطورية الرومانية المقدسة للأمة الألمانية، قبل أن تغزو قوات نابليون المدينة وتحتلها سنة 1806. استمر الاحتلال الفرنسي لمونستر لغاية سنة 1813 عندما تمكنت قوات بروسية وروسية مشتركة من تحريرها. ضمت رسميا للمملكة البروسية عبر قرارات مؤتمر فينا لسنة 1815 وأصبحت عاصمة للولاية البروسية الفتية وستفاليا.
ارتفع عدد سكان مونستر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر جراء الازدهار الاقتصادي وعمليات دمج بعض البلدات الصغيرة المجاورة، وتخطى المئة ألف نسمة سنة 1915 فأصبحت تعتبر رسميا مدينة كبرى.
تعرضت المدينة لخراب شامل خلال الحرب العالمية الثانية وباتت من أكثر المدن الألمانية تعرضاً للدمار، فقد دمرت 91% من مباني البلدة القديمة في الوسط و63% من مجمل مباني المدينة كلها جراء إستراتيجية "قصف المعنويات" البريطانية
[8] . أعيد بناء قلب المدينة التاريخي في خمسينيات القرن العشرين، بعكس معظم المدن الألمانية الأخرى، وبإلحاح من مواطني مونستر بشكل يشابه الوضع السائد ما قبل الحرب.
في 18 حزيران 1990 التقى وزيرا الخارجية الألماني والسوفياتي، هانز ديتريش غينشر وإدوارد شيفردنادزه في مبنى البلدية التاريخي، للتحضير لمحادثات "اثنين زائد أربعة"، لتمهيد الطريق أمام عملية إعادة توحيد ألمانيا.
ادراجات:
كانت مونستر سنة 1816 بمساحة 1.89 كلم² و7983 نسمة لكل كلم² أكثر المدن كثافة سكانية في وستفاليا. لكنها شهدت في مسيرتها من مدينة عصور وسطى إلى مدينة حديثة كبرى العديد من إدراج بلدات وقرى وخراجات إليها (لمزيد من التفاصيل انظر المقالة المفصلة عن تاريخ مونستر)