javascript:emoticonp('')
.
.
.
.
.
.
. . . مدينة [ بومبيي ] التي حفظها الزمن . . .
منذ حوالي 2000 عام زأر بركان يُسمى [ فيزوف / Vesuvius ] عائدًا للحياة . و قد انطلقت سحب الغاز الساخنة في السماء ، و اندفعت الصخور المُلتهبة في الهواء و أخذ الرماد البركاني الساخن يدفق من [ فيزوف ] ذلك البركان المركب الذي يقع على مقربة منه مدينة ، و سرعان ما غطت طبقة سميكة من الرماد البركاني تلك المدينة . و هذه المدينة تُعرف الآن باسم مدينة [ بومبيي / Pompeii ] . و هي مدينة تقع في إيطاليا .
لم يكن الرماد البركاني هو المُشكلة الوحيدة التي واجهتها تلك المدينة ؛ فقد اندفع طوفانٌ من الوحل المغلي أسفل ذلك البركان ، و بالإضافة إلى تلك الغازات السامة التي ملأت الهواء . و أخيرًا ، هبت رياح الدمار على كل شئ مُحيط بالبركان لعدة كيلومترات عديدة ، و قد ُقتل كل من لم يفر من المدينة !!
. . . قطع الأحجية و البُركان المُركب . . .
لكن يا ُترى ما الذي سبب حدوث تلك الكارثة ؟! إن الإجابة عن هذا السؤال مدفونة على أعماق بعيدة تحت سطح الأرض ؛ و هي النقطة التي تعود إليها جذور جميع البراكين حول العالم، و ليس بركان [ فيزوف ] مختلف عنها . الأرضُ ليست بالصلابة التي نتصورها ؛ فسطح الأرض يتألف و يتكون من الكثير الكثير الصفائح [ الألواح ] . و هذه الصفائح عبارة عن قطع ضخمة من قشرة الأرض -Crust- ، و ترتبط هذه الصفائح ببعضها البعض بشكل متناسب و متسق تمامًا كقطع الأحجية المُصورة .
لكن هذه الصفائح لا تبقى مستقرة ؛ فكل صفيحة منها تتحرك في اتجاهات مختلفة ، و في بعض الأحيان تصطدم الصفائح بعضها ببعض . و هذا ما حدث بالضبط أسفل مدينة [ بومبيي ] ؛ فلملايين السنين ظلت صفيحتان من هذه الصفائح تصطدمان في هذه المنطقة .
لقد نحتت الصفيحتان المتصادمتان أسفل مدينة [ بومبيي ] فتحة في سطح الأرض ، و من ثم أخذت الصهارة ــ الصخور الذائبة ــ تتصاعد عبر هذه الفتحة ، ثم بدأت بالتسرب إلى سطح الأرض. عندما تصل الصهارة إلى سطح الأرض فإنها تُعرف بـ الحمم؛ و هكذا تراكمت طبقات من الحمم الملتهبة و الرماد البركاني حول هذه الفتحة ، و بدأ تكون البركان ، ثم تحجرت تلك الطبقات من الحمم و الرماد البركاني ببطء و نمت متحولة إلى ذلك البركان الرهيب الذي سيدمر مدينة [ بومبيي ] يومًا ما !
و يُطلق على البركان الذي يتكون من طبقات من الحمم و الرماد البركاني اسم [ البركان المركب ] ، و يتميز ذلك النوع من البراكين بجوانبه المُنحدرة و أيضًا بوجود فوهة في أعلاه ، و هذا هو النوع الذي ينتمي إليه بركان [ فيزوف ] . و البراكين المركبة أحد أنواع البراكين المختلفة ؛ فبعض البراكين تتكون غالبًا من الحمم ، بينما البعض الآخر يتكون من الرماد البركاني .
تندلع بعض هذه البراكين الاخرى بشكل تدريجي؛ حيث تتدفق الحمم ببطء خارجة منها ، لكن هذا ليس حال البراكين المركبة ؛ فالبراكين المركبة تنفجر !! و هذا ما فعله بركان [ فيزوف ] عام 79 ميلاديًا ، فسبب أحد أشهر الثورات البركانية التي عرفتها البشرية ؛ لقد ظل الرماد البركاني يتساقط على مدينة [ بومبيي ] لمدة يومين ، و تراكم فوق المدينة و كأنه ثلوج هابطة من السماء ، حتى إن ارتفاع طبقة الرماد البركاني وصلت في بعض الأماكن إلى أربعة أمتار .
و في نفس الوقت ، اندفع نهر من الوحل إلى أسفل على جانبي البركان ، فدفن الرماد البركاني و الوحل مدينة [ بومبيي ] و البلدات القريبة من البركان .
. . . المدينة المحفوظة تحت الرماد . . .
مع مرور الوقت ، نسى الناس أمر تلك المدينة ، فقد تحولت الطبقة العُليا التي تتكون من الرماد و التي غطت المدينة إلى تربة خصبة ، و أخذ الناس يبنون المزارع و القرى في الموقع الذي احتلته المدينة يومًا ما . و لم يدرك الناس ما هو مدفون تحت أقدامهم .
لكن الأمر تغيّر منذ حوالي 500 سنة ، و ذلك عندما اكتشف بعض العمال الذين كانوا يحفرون في المنطقة المدينة المجهولة ، لقد عثروا على قطع من الرخام كما اكتشفوا وجود جدران مزينة برسوم ملونة ، و استخرجوا العديد من التماثيل. و رويدًا رويدًا ظهرت المدينة المنسية ثانيًا إلى الوجود .
و كان الباحثون عن الكنوز هم أول من اكتشفوا المدينة العتيقة ، و بدلاً من أن يحاولوا معرفة معلومات عن تلك المدينة فقد سرقوا كنوزها ؛ لقد استولوا على الذهب و العملات المعدنية و الجواهر و التماثيل، و لعلنا لا نستطيع أن نحصي أو نتعرف أبدًا على جميع الكنوز التي سرقوها أو دمروها .
في نهاية المطاف ، تدخل العلماء الآثار في الأمر ، إنهم من أهل الخبرة بأمور التي تتعلق بالتنقيب أو الحفر و بأسلوب علمي حذر ، و قد انطلقوا لإكتشاف حقيقة الأمر و حقيقة تلك المدينة . رفعوا أولاً أطلال الحجارة ، و أزالوا تدريجيًا الجزء المتبقي من طبقة الرماد البركاني و الطين اللتان كانتا تغطيان المدينة القديمة ، ثم أخذوا في تدوين الملاحظات و رسم الخرائط ، و كانت كل هذه الأمور تساعدهم في التعرف على شكل حياة سكان [ بومبيي ] .
إن الرماد البركاني الذي غطى المدينة قد حفظها تمامًا ؛ فمعظم أجزاء المدينة تتخذ الصورة التي كانت عليها منذ 2000 سنة ، و المنازل تبدو و كأن قاطنيها سيعودون إليها في أي لحظة ، و في داخل أحد المنازل وُجدت صورة لـ كلب و قد كُتب تحتها " احترس من الكلب " .
و قد بدت الأطعمة المجففة جاهزة للأكل ، كما عُثر على واحد و ثمانين رغيفًا من الخبز في فرن أحد المخابز ، و بدت تلك الأرغفة صالحة للأكل ! ؛ لولا انها تحول جميعها إلى حجارة . و قد استقر مسرحان كبيران في منتصف المدينة ، و كانت المقاعد التي كان يجلس عليها الناس لمشاهدة المسرحيات لا تزال في أماكنها . و كذلك كان حال الطُرق التي كانت مرصوفة بالأحجار و معدة لسير العربات التي كانت تجرها الخيول .
. . . تـمـاثـيـل الجـص . . .
لكن يا تُرى ما الذي حدث لسكان مدينة [ بومبيي ] ؟ لقد فر الكثيرون منهم ، و لكن بقى بعضهم في المدينة ليتحولوا إلى تماثيل من جص! مدينة [ بومبيي ] كان يقطنها حوالي 20 ألف نسمة ، و مع اندلاع ثورة البركان من جديد فر معظمهم إلى المناطق الريفية و بذلك استطاعوا أن ينجوا من ثورة ذلك البركان ، و لكن ما يقرب 2000 شخص لم يفروا من المدينة .. فكانت النتجية أن طمرهم الرماد البركاني الملتهب .
و مع مرور السنين ، تحول الرماد إلى صخر و تحللت أجساد هؤلاء الأشخاص و اختفت تمامًا ، و بعد تحلل الجسد ترك مكانًا مجوفًا في الصخور ، هذا المكان المجوف أخذ شكل الجسد البشري تمامًا . و قد قام علماء الآثار بملء هذه الأماكن المجوفة بالجص ، و قد تصلب الجص ليكون التماثيل ، و يُعرف هذا النوع من التماثيل [ بالقوالب الجصية / Plaster Casts ] .
إن هذه التماثيل مُفعمة بالتفاصيل ، لدرجة انه يمكنك رؤية تفاصيل وجوه الناس بصورة واضحة للغاية ، هذه التماثيل شهود تذكرنا بصفة مستمرة بما حدث في مدينة [ بومبيي ] منذ زمن طويل .
. . . منطقة بركان [ فيزوف ] الآن . . .
و اليوم يعيش حوالي 3 ملايين شخص بالقرب من بركان [ فيزوف ] ، و هؤلاء شيدوا منازلهم و اعمالهم التجارية في هذه المنطقة ، و تمضي الحياة بهم بشكل عادي رغم علمهم بماضي ذلك البركان الذين يعيشون بالقرب منه .
آخر ثورات ذلك البركان حدثت عام 1944؛ حيث انطلقت سحابة عملاقة من الرماد البركاني من البركان و تدفقت الحمم إلى سفح الجبل ، و أدت هذه الثورة البركانية إلى مصرع 45 شخصًا . و لا يزال البركان إلى الآن في حالة غير مُستقرة ؛ فهو يهز الأرض و يُطلق الغازات و يقذف بدفعات من الرماد البركاني و الصخور من الحين الى الآخر ، و رغم ذلك فإنه لا ينفجر .
قد يبدو ذلك البركان هادئًا إلى حد ما الآن ، لكن هذا الأمر لن يستمر للأبد ؛ فثوراته الرئيسية تندلع كل 2000 سنة تقريبًا، و لهذا يعتقد العلماء أنه سيزأر قريبًا عائدًا للحياة !!
و كنتيجة لذلك يعكف العلماء على مراقبة بركان [ فيزوف ] في حذر ، و هم يستخدمون في ذلك الأدوات العلمية لقياس أي نشاط بركاني، فهم يريدون توقع أي ثورات مستقبلية للبركان مسبقًا ! و يأمل هؤلاء العلماء في توفير مُتسع من الوقت للناس ؛ كي يتمكنوا في الوقت المناسب من الفرار من أخطار هذا البركان الرهيب !
في الختام أتمنى أن يكون عجبكم الموضوع ،،
و قراءة ممتعة ،،
×××
منقووووووووول
.
.
.
.
.
.
. . . مدينة [ بومبيي ] التي حفظها الزمن . . .
منذ حوالي 2000 عام زأر بركان يُسمى [ فيزوف / Vesuvius ] عائدًا للحياة . و قد انطلقت سحب الغاز الساخنة في السماء ، و اندفعت الصخور المُلتهبة في الهواء و أخذ الرماد البركاني الساخن يدفق من [ فيزوف ] ذلك البركان المركب الذي يقع على مقربة منه مدينة ، و سرعان ما غطت طبقة سميكة من الرماد البركاني تلك المدينة . و هذه المدينة تُعرف الآن باسم مدينة [ بومبيي / Pompeii ] . و هي مدينة تقع في إيطاليا .
لم يكن الرماد البركاني هو المُشكلة الوحيدة التي واجهتها تلك المدينة ؛ فقد اندفع طوفانٌ من الوحل المغلي أسفل ذلك البركان ، و بالإضافة إلى تلك الغازات السامة التي ملأت الهواء . و أخيرًا ، هبت رياح الدمار على كل شئ مُحيط بالبركان لعدة كيلومترات عديدة ، و قد ُقتل كل من لم يفر من المدينة !!
. . . قطع الأحجية و البُركان المُركب . . .
لكن يا ُترى ما الذي سبب حدوث تلك الكارثة ؟! إن الإجابة عن هذا السؤال مدفونة على أعماق بعيدة تحت سطح الأرض ؛ و هي النقطة التي تعود إليها جذور جميع البراكين حول العالم، و ليس بركان [ فيزوف ] مختلف عنها . الأرضُ ليست بالصلابة التي نتصورها ؛ فسطح الأرض يتألف و يتكون من الكثير الكثير الصفائح [ الألواح ] . و هذه الصفائح عبارة عن قطع ضخمة من قشرة الأرض -Crust- ، و ترتبط هذه الصفائح ببعضها البعض بشكل متناسب و متسق تمامًا كقطع الأحجية المُصورة .
لكن هذه الصفائح لا تبقى مستقرة ؛ فكل صفيحة منها تتحرك في اتجاهات مختلفة ، و في بعض الأحيان تصطدم الصفائح بعضها ببعض . و هذا ما حدث بالضبط أسفل مدينة [ بومبيي ] ؛ فلملايين السنين ظلت صفيحتان من هذه الصفائح تصطدمان في هذه المنطقة .
لقد نحتت الصفيحتان المتصادمتان أسفل مدينة [ بومبيي ] فتحة في سطح الأرض ، و من ثم أخذت الصهارة ــ الصخور الذائبة ــ تتصاعد عبر هذه الفتحة ، ثم بدأت بالتسرب إلى سطح الأرض. عندما تصل الصهارة إلى سطح الأرض فإنها تُعرف بـ الحمم؛ و هكذا تراكمت طبقات من الحمم الملتهبة و الرماد البركاني حول هذه الفتحة ، و بدأ تكون البركان ، ثم تحجرت تلك الطبقات من الحمم و الرماد البركاني ببطء و نمت متحولة إلى ذلك البركان الرهيب الذي سيدمر مدينة [ بومبيي ] يومًا ما !
و يُطلق على البركان الذي يتكون من طبقات من الحمم و الرماد البركاني اسم [ البركان المركب ] ، و يتميز ذلك النوع من البراكين بجوانبه المُنحدرة و أيضًا بوجود فوهة في أعلاه ، و هذا هو النوع الذي ينتمي إليه بركان [ فيزوف ] . و البراكين المركبة أحد أنواع البراكين المختلفة ؛ فبعض البراكين تتكون غالبًا من الحمم ، بينما البعض الآخر يتكون من الرماد البركاني .
تندلع بعض هذه البراكين الاخرى بشكل تدريجي؛ حيث تتدفق الحمم ببطء خارجة منها ، لكن هذا ليس حال البراكين المركبة ؛ فالبراكين المركبة تنفجر !! و هذا ما فعله بركان [ فيزوف ] عام 79 ميلاديًا ، فسبب أحد أشهر الثورات البركانية التي عرفتها البشرية ؛ لقد ظل الرماد البركاني يتساقط على مدينة [ بومبيي ] لمدة يومين ، و تراكم فوق المدينة و كأنه ثلوج هابطة من السماء ، حتى إن ارتفاع طبقة الرماد البركاني وصلت في بعض الأماكن إلى أربعة أمتار .
و في نفس الوقت ، اندفع نهر من الوحل إلى أسفل على جانبي البركان ، فدفن الرماد البركاني و الوحل مدينة [ بومبيي ] و البلدات القريبة من البركان .
. . . المدينة المحفوظة تحت الرماد . . .
مع مرور الوقت ، نسى الناس أمر تلك المدينة ، فقد تحولت الطبقة العُليا التي تتكون من الرماد و التي غطت المدينة إلى تربة خصبة ، و أخذ الناس يبنون المزارع و القرى في الموقع الذي احتلته المدينة يومًا ما . و لم يدرك الناس ما هو مدفون تحت أقدامهم .
لكن الأمر تغيّر منذ حوالي 500 سنة ، و ذلك عندما اكتشف بعض العمال الذين كانوا يحفرون في المنطقة المدينة المجهولة ، لقد عثروا على قطع من الرخام كما اكتشفوا وجود جدران مزينة برسوم ملونة ، و استخرجوا العديد من التماثيل. و رويدًا رويدًا ظهرت المدينة المنسية ثانيًا إلى الوجود .
و كان الباحثون عن الكنوز هم أول من اكتشفوا المدينة العتيقة ، و بدلاً من أن يحاولوا معرفة معلومات عن تلك المدينة فقد سرقوا كنوزها ؛ لقد استولوا على الذهب و العملات المعدنية و الجواهر و التماثيل، و لعلنا لا نستطيع أن نحصي أو نتعرف أبدًا على جميع الكنوز التي سرقوها أو دمروها .
في نهاية المطاف ، تدخل العلماء الآثار في الأمر ، إنهم من أهل الخبرة بأمور التي تتعلق بالتنقيب أو الحفر و بأسلوب علمي حذر ، و قد انطلقوا لإكتشاف حقيقة الأمر و حقيقة تلك المدينة . رفعوا أولاً أطلال الحجارة ، و أزالوا تدريجيًا الجزء المتبقي من طبقة الرماد البركاني و الطين اللتان كانتا تغطيان المدينة القديمة ، ثم أخذوا في تدوين الملاحظات و رسم الخرائط ، و كانت كل هذه الأمور تساعدهم في التعرف على شكل حياة سكان [ بومبيي ] .
إن الرماد البركاني الذي غطى المدينة قد حفظها تمامًا ؛ فمعظم أجزاء المدينة تتخذ الصورة التي كانت عليها منذ 2000 سنة ، و المنازل تبدو و كأن قاطنيها سيعودون إليها في أي لحظة ، و في داخل أحد المنازل وُجدت صورة لـ كلب و قد كُتب تحتها " احترس من الكلب " .
و قد بدت الأطعمة المجففة جاهزة للأكل ، كما عُثر على واحد و ثمانين رغيفًا من الخبز في فرن أحد المخابز ، و بدت تلك الأرغفة صالحة للأكل ! ؛ لولا انها تحول جميعها إلى حجارة . و قد استقر مسرحان كبيران في منتصف المدينة ، و كانت المقاعد التي كان يجلس عليها الناس لمشاهدة المسرحيات لا تزال في أماكنها . و كذلك كان حال الطُرق التي كانت مرصوفة بالأحجار و معدة لسير العربات التي كانت تجرها الخيول .
. . . تـمـاثـيـل الجـص . . .
لكن يا تُرى ما الذي حدث لسكان مدينة [ بومبيي ] ؟ لقد فر الكثيرون منهم ، و لكن بقى بعضهم في المدينة ليتحولوا إلى تماثيل من جص! مدينة [ بومبيي ] كان يقطنها حوالي 20 ألف نسمة ، و مع اندلاع ثورة البركان من جديد فر معظمهم إلى المناطق الريفية و بذلك استطاعوا أن ينجوا من ثورة ذلك البركان ، و لكن ما يقرب 2000 شخص لم يفروا من المدينة .. فكانت النتجية أن طمرهم الرماد البركاني الملتهب .
و مع مرور السنين ، تحول الرماد إلى صخر و تحللت أجساد هؤلاء الأشخاص و اختفت تمامًا ، و بعد تحلل الجسد ترك مكانًا مجوفًا في الصخور ، هذا المكان المجوف أخذ شكل الجسد البشري تمامًا . و قد قام علماء الآثار بملء هذه الأماكن المجوفة بالجص ، و قد تصلب الجص ليكون التماثيل ، و يُعرف هذا النوع من التماثيل [ بالقوالب الجصية / Plaster Casts ] .
إن هذه التماثيل مُفعمة بالتفاصيل ، لدرجة انه يمكنك رؤية تفاصيل وجوه الناس بصورة واضحة للغاية ، هذه التماثيل شهود تذكرنا بصفة مستمرة بما حدث في مدينة [ بومبيي ] منذ زمن طويل .
. . . منطقة بركان [ فيزوف ] الآن . . .
و اليوم يعيش حوالي 3 ملايين شخص بالقرب من بركان [ فيزوف ] ، و هؤلاء شيدوا منازلهم و اعمالهم التجارية في هذه المنطقة ، و تمضي الحياة بهم بشكل عادي رغم علمهم بماضي ذلك البركان الذين يعيشون بالقرب منه .
آخر ثورات ذلك البركان حدثت عام 1944؛ حيث انطلقت سحابة عملاقة من الرماد البركاني من البركان و تدفقت الحمم إلى سفح الجبل ، و أدت هذه الثورة البركانية إلى مصرع 45 شخصًا . و لا يزال البركان إلى الآن في حالة غير مُستقرة ؛ فهو يهز الأرض و يُطلق الغازات و يقذف بدفعات من الرماد البركاني و الصخور من الحين الى الآخر ، و رغم ذلك فإنه لا ينفجر .
قد يبدو ذلك البركان هادئًا إلى حد ما الآن ، لكن هذا الأمر لن يستمر للأبد ؛ فثوراته الرئيسية تندلع كل 2000 سنة تقريبًا، و لهذا يعتقد العلماء أنه سيزأر قريبًا عائدًا للحياة !!
و كنتيجة لذلك يعكف العلماء على مراقبة بركان [ فيزوف ] في حذر ، و هم يستخدمون في ذلك الأدوات العلمية لقياس أي نشاط بركاني، فهم يريدون توقع أي ثورات مستقبلية للبركان مسبقًا ! و يأمل هؤلاء العلماء في توفير مُتسع من الوقت للناس ؛ كي يتمكنوا في الوقت المناسب من الفرار من أخطار هذا البركان الرهيب !
في الختام أتمنى أن يكون عجبكم الموضوع ،،
و قراءة ممتعة ،،
×××
منقووووووووول