الناس ليسوا سواء !
منهم : من إذا مر بك عطر بنقائه أرجاء الجنان ، ومنهم : من إذا مر بك أزكم نتن خبثه زوايا المكان ، ومنهم
: من يرى حب الآخرين من حب نفسه ، ومنهم : من لا يحب الآخرين إلا من ثقب
نفسه ، ومنهم : من يجد نفسه في خدمة الآخرين والإعانة ، ومنهم : من يجد
نفسه في التسلط على الناس والإهانة ، ومنهم : من يظن الآخرين كأسنان مشط
في الطيب سواسية ، ومنهم : من يرى أنفس الآخرين على الخبث متواطئة ، ومنهم
: من تهزك منه جينات العزة والإكبار ، ومنهم : من يلجمك بجينات الاستعمار
والإستحمار ، ومنهم : من يأسرك بحسن خٌلقه وطيب سريرته، ومنهم : من يؤذيك
بسوء خُلقه وسوء جريرته ، ومنهم : ... ، ومنهم : ... !
الناس والدين !
منهم : من يتستر باسم الدين ليحقق مطامع دنيوية ، ومنهم : من يحب الدين ولا يقرأه ، ومنهم
: من يقرأه ولا يفهمه ، ومنهم : من يفهمه ولا يطبقه ، ومنهم : من يطبقه
ولا يحسن الدعوة إليه ، ومنهم : من يدعو إليه ولكنه لا يصبر على الأذى فيه
، ومنهم : صفوة الصفوة : من يقرأ ويفهم ويطبق ويدعو ويصبر، ومنهم : من
يتحدث باسم الدين وليس من أهله ، ومنهم : من هو من أهله ولا يتحدث باسمه ،
ومنهم : من يتمسك بالمظاهر وهو خال منه في المخابر ، ومنهم : من هو عكس
ذلك ، ومنهم : من يُخضع النص لسلطة شهواته وطباعه ، ومنهم : من يخضع هو
ورغباته وطباعه لسلطة النص ، ومنهم : من يفرح بما وافق هواه ويضيق صدره
حرجاً بما خالفه ، ومنهم : من يسلم لله مقاليد عقله ومهجته وقلبه وينقاد
لمطلق أوامره ونواهيه ، ومنهم : ... ، ومنهم : ... !
الناس والإعلام !
منهم : من يسلك سبيله ليسوق فكرته ، ومنهم : من يطرقه ليسوق نفسه وشخصيته ، ومنهم
: من يغطي نقصه بنقاب شهرته ، ومنهم : من يعالج خلل نفسه باستفراغ جعبته ،
ومنهم : من يتعب لينفع ، ومنهم : من يتألم ليساعد ، ومنهم : من يستغفل
ليسرق ، ومنهم : من يتعرى ليفجر ، ومنهم : من يثبط ليخذل ، ومنهم : من يغر
ليخدع ، ومنهم : من بسذاجته يُضحك ، ومنهم : من بغبائه يُغضب ، ومنهم : من
بنفاقه وتملقه يمرض ، ومنهم : من بجهده وإتقانه يأسر ، ومنهم : من بضعفه
يُحزن ، ومنهم : من بسطوته يُؤلم ، ومنهم : ... ، ومنهم : ...
الناس والناس !
منهم : من يرى نجاحك كسوطٍ يضربه ، ومنهم : من يرى تفوقك مسكاً يعطره ، ومنهم
: من تخطيء بحقه ويطلب منك أن تسامحه ، ومنهم : يخطيء عليك ويريدك أن تطلب
منه : أن يسامحك ! ومنهم : من تبذل له القناطير ويلومك على تقصيرك
بالقطمير ، ومنهم : من تبذل له التافه الحقير ؛ فيشكرك شكر الممتن والمحرج
الكثير ، ومنهم : من يرى حسناتك سيئات ، ومنهم : من يرى فضلك واجبات ،
ومنهم : من يرى الخبث نباهة ، والتلاعب ديانة ، والانتقام أمانة ، ومنهم :
من يرى الطيب سذاجة ، والصدق حماقة ، والسماح إهانة ، ومنهم : من يرى نقصه
في تميزك ، ومنهم : من يرى نفسه في تفوقك ، ومنهم : من يجد نفسه في السير
دوماً عكس الاتجاه ، ومنهم : من يجد شهوته في الجدال دون الفعال ، ومنهم :
من تتحدث عنه أفعاله قبل المقال ، ومنهم ... ، ومنهم ... !
الناس والكتابة والقراءة !
منهم : من يتحدث ويكتب ليخفف من اهتزاز نفسه واضطراب فكره ، ومنهم : من يتحدث ويكتب ليمنهج عقله ويثري فكرته ، ومنهم
: من يكتب ليحقق ذاته ، ومنهم : من يكتب لينفع غيره ، ومنهم : من يكتب
ليراه الآخرون ، ومنهم : من يكتب ليُعرف أنه يملك قلماً ، ومنهم : من يكتب
ليخبرك أنه لا يعرف شيئاًَ ، ومنهم : من يكتب ليستعرض شيئاً ، ومنهم : من
يكتب ليطلب أجراً ، ومنهم : من يكتب ليجمع وزراً ، ومنهم : من يقرأ هذا
الكلام ليستفيد ، ومنهم : من يقرأ ليرى ماذا كتبت من جديد ، ومنهم : من
يقرأ لأنه يعرفني فقط ، ومنهم : من يقرأ لأنه لا يعرفني قط ، ومنهم : من
يقرأ في المقالات ليناقش ، ومنهم : من يقرأ ليتعلم ولنفسه ينافس ، ومنهم :
من يبحث عن الزلات ، ومنهم : من يضيع الأوقات ، ومنهم : من يبحث عن فكرة
تؤيد رغبته ، ومنهم : من يفتش عما يوافق شهوته ، ومنهم : من يقرأ والحق
هدفه وبغيته ، ومنهم : من يقرأ والرفض متقرر في لحظته ، ومنهم : من يقرأ
ليزداد غواية ، ومنهم : من يقرأ ليُحصل هداية ، ومنهم : من يقرأ ليتصدر
المجالس ، ومنهم : من يقرأ ليستدر منها الكتابة ، ومنهم : ... ، ومنهم :
... !
الناس والتواصل
منهم : من يتواصل مع الجنس الآخر ليشبع شهوته ، ومنهم : من يتواصل ليشبع عاطفته ، ومنهم
: من يتواصل ليُشفى من علته ، ومنهم : من يتواصل ليقتل فراغ وقته ومهجته ،
ومنهم : من يتواصل تقليداً لغيره ، ومنهم : من يتواصل توصيلاً لخيره ،
ومنهم : من يتواصل خوفاً من ملامة ، ومنهم : من يتواصل لأن الوصال –بزعمه-
للرقي علامة ، ومنهم : من يتواصل ليزل ويُزل ، ومنهم : من يتواصل ليضل
ويُضل ، ومنهم : من يتواصل لينفع وينتفع ، ومنهم : من يتواصل ليرفع ويرتفع
، ومنهم ... ، ومنهم ... !
...
اعلم
أن "ومنهم" كثيرة جداً ، ولو أردتُ الحديث عنها لأسهبت وأطنبت ، ومن كل
وادٍ حطبت ، ولكن حسبي أن تعرف نفسك من أي منهم أنت ، وتعمل على أن تكون
من خيارهم
منقول !
منهم : من إذا مر بك عطر بنقائه أرجاء الجنان ، ومنهم : من إذا مر بك أزكم نتن خبثه زوايا المكان ، ومنهم
: من يرى حب الآخرين من حب نفسه ، ومنهم : من لا يحب الآخرين إلا من ثقب
نفسه ، ومنهم : من يجد نفسه في خدمة الآخرين والإعانة ، ومنهم : من يجد
نفسه في التسلط على الناس والإهانة ، ومنهم : من يظن الآخرين كأسنان مشط
في الطيب سواسية ، ومنهم : من يرى أنفس الآخرين على الخبث متواطئة ، ومنهم
: من تهزك منه جينات العزة والإكبار ، ومنهم : من يلجمك بجينات الاستعمار
والإستحمار ، ومنهم : من يأسرك بحسن خٌلقه وطيب سريرته، ومنهم : من يؤذيك
بسوء خُلقه وسوء جريرته ، ومنهم : ... ، ومنهم : ... !
الناس والدين !
منهم : من يتستر باسم الدين ليحقق مطامع دنيوية ، ومنهم : من يحب الدين ولا يقرأه ، ومنهم
: من يقرأه ولا يفهمه ، ومنهم : من يفهمه ولا يطبقه ، ومنهم : من يطبقه
ولا يحسن الدعوة إليه ، ومنهم : من يدعو إليه ولكنه لا يصبر على الأذى فيه
، ومنهم : صفوة الصفوة : من يقرأ ويفهم ويطبق ويدعو ويصبر، ومنهم : من
يتحدث باسم الدين وليس من أهله ، ومنهم : من هو من أهله ولا يتحدث باسمه ،
ومنهم : من يتمسك بالمظاهر وهو خال منه في المخابر ، ومنهم : من هو عكس
ذلك ، ومنهم : من يُخضع النص لسلطة شهواته وطباعه ، ومنهم : من يخضع هو
ورغباته وطباعه لسلطة النص ، ومنهم : من يفرح بما وافق هواه ويضيق صدره
حرجاً بما خالفه ، ومنهم : من يسلم لله مقاليد عقله ومهجته وقلبه وينقاد
لمطلق أوامره ونواهيه ، ومنهم : ... ، ومنهم : ... !
الناس والإعلام !
منهم : من يسلك سبيله ليسوق فكرته ، ومنهم : من يطرقه ليسوق نفسه وشخصيته ، ومنهم
: من يغطي نقصه بنقاب شهرته ، ومنهم : من يعالج خلل نفسه باستفراغ جعبته ،
ومنهم : من يتعب لينفع ، ومنهم : من يتألم ليساعد ، ومنهم : من يستغفل
ليسرق ، ومنهم : من يتعرى ليفجر ، ومنهم : من يثبط ليخذل ، ومنهم : من يغر
ليخدع ، ومنهم : من بسذاجته يُضحك ، ومنهم : من بغبائه يُغضب ، ومنهم : من
بنفاقه وتملقه يمرض ، ومنهم : من بجهده وإتقانه يأسر ، ومنهم : من بضعفه
يُحزن ، ومنهم : من بسطوته يُؤلم ، ومنهم : ... ، ومنهم : ...
الناس والناس !
منهم : من يرى نجاحك كسوطٍ يضربه ، ومنهم : من يرى تفوقك مسكاً يعطره ، ومنهم
: من تخطيء بحقه ويطلب منك أن تسامحه ، ومنهم : يخطيء عليك ويريدك أن تطلب
منه : أن يسامحك ! ومنهم : من تبذل له القناطير ويلومك على تقصيرك
بالقطمير ، ومنهم : من تبذل له التافه الحقير ؛ فيشكرك شكر الممتن والمحرج
الكثير ، ومنهم : من يرى حسناتك سيئات ، ومنهم : من يرى فضلك واجبات ،
ومنهم : من يرى الخبث نباهة ، والتلاعب ديانة ، والانتقام أمانة ، ومنهم :
من يرى الطيب سذاجة ، والصدق حماقة ، والسماح إهانة ، ومنهم : من يرى نقصه
في تميزك ، ومنهم : من يرى نفسه في تفوقك ، ومنهم : من يجد نفسه في السير
دوماً عكس الاتجاه ، ومنهم : من يجد شهوته في الجدال دون الفعال ، ومنهم :
من تتحدث عنه أفعاله قبل المقال ، ومنهم ... ، ومنهم ... !
الناس والكتابة والقراءة !
منهم : من يتحدث ويكتب ليخفف من اهتزاز نفسه واضطراب فكره ، ومنهم : من يتحدث ويكتب ليمنهج عقله ويثري فكرته ، ومنهم
: من يكتب ليحقق ذاته ، ومنهم : من يكتب لينفع غيره ، ومنهم : من يكتب
ليراه الآخرون ، ومنهم : من يكتب ليُعرف أنه يملك قلماً ، ومنهم : من يكتب
ليخبرك أنه لا يعرف شيئاًَ ، ومنهم : من يكتب ليستعرض شيئاً ، ومنهم : من
يكتب ليطلب أجراً ، ومنهم : من يكتب ليجمع وزراً ، ومنهم : من يقرأ هذا
الكلام ليستفيد ، ومنهم : من يقرأ ليرى ماذا كتبت من جديد ، ومنهم : من
يقرأ لأنه يعرفني فقط ، ومنهم : من يقرأ لأنه لا يعرفني قط ، ومنهم : من
يقرأ في المقالات ليناقش ، ومنهم : من يقرأ ليتعلم ولنفسه ينافس ، ومنهم :
من يبحث عن الزلات ، ومنهم : من يضيع الأوقات ، ومنهم : من يبحث عن فكرة
تؤيد رغبته ، ومنهم : من يفتش عما يوافق شهوته ، ومنهم : من يقرأ والحق
هدفه وبغيته ، ومنهم : من يقرأ والرفض متقرر في لحظته ، ومنهم : من يقرأ
ليزداد غواية ، ومنهم : من يقرأ ليُحصل هداية ، ومنهم : من يقرأ ليتصدر
المجالس ، ومنهم : من يقرأ ليستدر منها الكتابة ، ومنهم : ... ، ومنهم :
... !
الناس والتواصل
منهم : من يتواصل مع الجنس الآخر ليشبع شهوته ، ومنهم : من يتواصل ليشبع عاطفته ، ومنهم
: من يتواصل ليُشفى من علته ، ومنهم : من يتواصل ليقتل فراغ وقته ومهجته ،
ومنهم : من يتواصل تقليداً لغيره ، ومنهم : من يتواصل توصيلاً لخيره ،
ومنهم : من يتواصل خوفاً من ملامة ، ومنهم : من يتواصل لأن الوصال –بزعمه-
للرقي علامة ، ومنهم : من يتواصل ليزل ويُزل ، ومنهم : من يتواصل ليضل
ويُضل ، ومنهم : من يتواصل لينفع وينتفع ، ومنهم : من يتواصل ليرفع ويرتفع
، ومنهم ... ، ومنهم ... !
...
اعلم
أن "ومنهم" كثيرة جداً ، ولو أردتُ الحديث عنها لأسهبت وأطنبت ، ومن كل
وادٍ حطبت ، ولكن حسبي أن تعرف نفسك من أي منهم أنت ، وتعمل على أن تكون
من خيارهم
منقول !