لم يعد إيفان زامورانو يحتاج لأي تقديم أو تعريف، وهو الذي أمضى 17 سنة كاملة متألقاً مع أندية عملاقة مثل ريال مدريد وإنتر ميلان، علماً أنه يُعد مرجعاً تاريخياً في منتخب تشيلي، الذي خاض معه ثلاث تصفيات مونديالية قبل أن يشارك مع لاروخا في نهائيات كأس العالم فرنسا 1998 FIFA.
ويعمل الهداف الأسطوري حالياً معلقاً مع قناة TVN التشيلية، حيث قابله موقع FIFA.com بجوهانسبرج على بعد ساعات قليلة من انطلاق مشوار منتخب بلاده في أول عرس مونديالي تستضيفه القارة السمراء.
FIFA.com: سيد زامورانو، ما هي تطلعاتك بشأن المنتخب التشيلي؟
إيفان زامورانو: لدي تطلعات كبيرة، على غرار باقي الشعب التشيلي. لدينا اليوم فريق أقوى من أي وقت مضى، ومدرب ممتاز تمكن من وضع أسس متينة لفلسفته الكروية، أضف إلى ذلك عزم الللاعبين وإصرارهم وانضباطهم التام. وقد انعكس ذلك فوق أرضية الملعب، حيث أبلى الفريق البلاء الحسن وقدم عروضاً رائعة وحصد نتائج طيبة. اليوم أكثر من أي وقت مضى، لدي ثقة كبيرة في قدرتنا على الذهاب بعيداً في المونديال.
هل تفاجأت للسرعة التي استطاع بها بيلسا ترسيخ أسلوبه وعقليته داخل صفوف تشيلي؟
لا، لم يفاجئني ذلك. صحيح أن التحدي كان كبيراً بالنسبة للاعبين التشيليين عندما حل مدرب محنك مثل بيلسا، إنه محترف كبير ويهتم بكل التفاصيل والجزئيات من أجل بلوغ الامتياز. لكننا كنا نعرف أننا وضعنا تشيلي في أيادٍ أمينة عندما منحناه مفاتيح المنتخب، كنا نعرف أنه سينجح في ترسيخ طريقة لعب خاصة بالفريق.
هل من الممكن مقارنة أسلوب لعب الفريق الحالي بذلك الذي نهجتم في فرنسا 1998؟
لا يوجد فرق من حيث الأجواء المحيطة بالفريق، أقصد كل ما يتعلق بمظاهر الشوق والشغف والحماس التي تعم كل أرجاء البلاد، لكن الفريقين يختلفان تماماً من حيث طريقة اللعب. نحن كنا نلعب بشاكلة 4-4-2 بينها ينهج هذا الفريق تكتيك 3-1-2-3، وكل شيء يتوقف على نوعية اللاعبين الذين كان يملكهم فريقنا والعناصر التي تشكل العمود الفقري للفريق الحالي. ستبقى المقارنات قائمة دائماً بطبيعة الحال، لكن يجب ألا ننسى أن الأمر يتعلق بجيلين مختلفين تماماً.
ما رأيك بخصوم المنتخب التشيلي؟
لا تُعد أسبانيا أكبر المرشحين في المجموعة وحسب، بل إنها أكبر مرشح للفوز بالمونديال، إذ تملك لاعبين مميزين مثل كاسياس وتشابي وتوريس وفيلا. أما فريق هندوراس فقد اكتسب قوة جسمانية عالية انضافت إلى مهارته الفنية، مما بات يفرض علينا احترامه بشكل تام. ستكون هندوراس منافسنا الأول ويجب أن نفوز عليها في بداية مشوارنا مهما كلف الثمن. وفي المقابل، تملك سويرسرا منتخباً متكاملاً، حيث اكتسب علامة إضافية اسمها "أوتمار هيتسفيلد"، ذلك المدرب الداهية الذي يملك عقلية الفوز ودائماً يسعى من أجل التفوق. أعتقد أن تشيلي ستنافس بشراسة على المركز الثاني إلى جانب كل من هندوراس وسويسرا.
هل تعتقد أن الصغط والتوتر العصبي من شأنهما التأثير سلباً على اللاعبين الشباب في كتيبة تشيلي؟
لقد شاهدت العديد من الفرق التي تعاني من التوتر، إذ لا يصل أي فريق إلى المونديال بأعصاب باردة ونفسية هادئة. لكني لا أرى في التوتر شيئاً سلبياً، بل على العكس من ذلك. إن كل ما يجب فعله هو التعامل مع الضغط بذكاء واحترافية ثم توظيفه من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. سيحصل أغلبهم على فرصة المشاركة في نهائيات أخرى، لكن ذلك لا يمنعهم من خوض هذا المونديال وكأنه الأخير في حياتهم. وأعتقد أن هذه الفكرة باتت راسخة وواضحة في أذهانهم.
ما مدى تأثير غياب أومبيرتو سوازو على مردود الفريق؟
إن اللعب الجماعي يمثل أبرز ميزة للعمل الدؤوب الذي قام به بيلسا. إن سوازو لاعب أساسي في هذا الفريق، لأنه يسجل الكثير من الأهداف ويبث الثقة في نفوس زملائه، لكني أثق في المجموعة ككل، بغض النظر عن وجود هذا اللاعب أو ذاك. وأعتقد أن بيلسا لديه خطة بديلة ينهجها في حالة الطوارئ. يجب علينا أن نثق في كل اللاعبين الذي يتواجدون خلف سوازو.
من هو اللاعب الذي يثير إعجابك أكثر في هذا المنتخب التشيلي؟
أعتقد أن أليكسيس سانتشيز يشكل قطعة أساسية في الخط الأمامي. إنه يمر بفترة زاهية ولن أستغرب إذا انتقل إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية بعد المونديال.
أنت حاضر هنا بصفتك معلقاً تلفزيونياً. ما هو الأصعب بالنسبة لك، اللعب في المونديال أو الظهور أمام عدسات الكاميرا؟
الظهور أمام عدسات الكاميرا! (يضحك). صدقني لو قلت لك أن اللعب أسهل بكثير من القيام بهذا العمل، لكني رجل تحديات، وأحب تحمل المسؤوليات. وها أنا ذا هنا.
ألا تراودك الرغبة في دخول أرضية الملعب؟
هذا شيء لا يمكن أن تفقده أبداً. عادة ما تنتابني الأحاسيس الجياشة كما لو أني مقبل على اللعب. إذ أشعر بحنين كبير لتمثيل بلادي في المونديال، أما عندما أسمع النشيد الوطني فإنني لا أتمالك شعوري.
ما هو الفريق الآخر الذي تود متابعته؟
هولندا تقدم كرة رائعة، ويستحق الأمر دفع ثمن التذكرة لمتابعة هذا الفريق عن كثب. إنه يلعب بأسلوب هجومي وإيقاع سريع، معتمداً على لاعبين من الطراز العالي، وبإمكانه أن يخلق المفاجأة في هذا المونديال. ثم هناك كبار المرشحين بطبيعة الحال: البرازيل وأسبانيا.
لعبتَ لسنوات عديدة في إيطاليا. ما رأيك بحظوظ حامل اللقب؟
إيطاليا دائماً تلعب أدوراً متقدمة، وقد بدأت على نحو سيء في المونديالين اللذين فازت بلقبيهما، 1982 و2006. يجب دائماً توخي الحذر أمام الأزوري، كيفما كان مستواه وترتيبه. إنهم يعتمدون على تجربة لاعبيهم وخبرة مارتشيلو ليبي. كما وضعتهم القرعة في مجموعة سهلة نسبياً، مما يعني أنه من الواجب رفع درجات الحذر.
وهل ثمة فريق مهاب الجانب؟
لا أحد يتمنى مواجهة الألمان. إذ عادة ما ينتابك إحساس بالمرارة عندما تقابلهم. ولن تخرج البطولة الحالية عن هذه القاعدة.
من هو اللاعب الذي تتطلع لمتابعته فوق أرضية التباري؟
أتشوق لرؤية ميسي. ويا ليتني أجد الفرصة لذلك. إنه يُظهر للجميع أنه أفضل لاعب في العالم. كما أود متابعة كريستيانو رونالدو، إذ أريد أن أعرف مدى جاهزيته على المستوى الجسدي والنفسي والفني وكيف سيدير اللعب في المنتخب البرتغالي. ويجب ألا ننسى لويس فابيانو الذي من الممكن أن يكون من أبرز الوجوه اللامعة هنا.
ختاماً، وبالحديث عن اللاعبين، كيف تفسر أن أغلب الأهداف المسجلة في المونديال الحالي جاءت عن طريق مدافعين أو عناصر خط الوسط؟
ينتاب الخوف بعض المدربين عموماً، فيلجؤون للعب دفاعي بالأساس عوض الاعتماد على الاندفاع الهجومي. وهذا يقلل من الفرص التي تتاح للمهاجمين. وربما يكون ذلك راجعاً للضغط والتوتر الذي ينتاب لاعبي الخط الأمامي عند إتمام العمليات الهجومية. لقد حصل هذا مع فورلان وهيجوايين وروني...لكن هؤلاء يبقون أبرز المرشحين للفوز بجائزة هداف البطولة.