بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
الآية التي كانت سببًا في هداية المسيحي إلى الإسلام
يقول زكريا بن إبراهيم كنت مسيحياً فدخلت الإسلام وآمنت به، وفي سنة من السنين ذهبت إلى مكة للحج والتقيت هناك بالإمام الصادق عليه السلام؛ فأحببت أن أعرفه بنفسي فالقيت عليه تحية الإسلام فأجابني بأحسن منها فاستأذنته للحديث.
وقلت: يا مولاي إني كنت نصرانياً وأسلمت.
فسألني ماذا رأيت في الإسلام حتى جذبك إليه، وكان سبباً لهدايتك؟
قلت: قول الله تعالى لنبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم) (مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52]
حيث كيف يكون هذا النبّي الذي لم يتعلم في مدرسة ولم يقرأ كتاباً يستطيع التحدث بهذا الكلام النوراني ويبني مجتمعاً يسوده المودة والرحمة وينشر الأخلاق العالية ويدعو إلى دين متكامل.
فعلمت أن لا سبيل له إلى ذلك إلا عن طريق الوحي الإلهي والتسديد الرباني؛ فصدقت أنّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وآمنت به وقبلت الإسلام.
فأجابني الإمام عليه السلام: لقد هداك الله، وبعدها دعا لي ثلاثاً "اللهم اهده".
ثم توجه لي وقال: سل ما شئت يا بني؟
فبدأت أشرح للإمام عن حياتي حيث إني أعيش مع أهلي ووالدي وآكل من آنيتهم وهم على دين النصرانية، وأمي مكفوفة البصر،... فهل في ذلك بأس؟
فسألني الإمام الصادق عليه السلام: هل يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا يا سيدي ولا يمسونه.
فقال: إذن كن معهم وصاحبهم وبر بوالدتك وكن في خدمتها وإذا ماتت فلا تكلها إلى أحد غيرك، وقم بجميع شؤون التكفين والدفن، ولا تخبرن أحداً إنك التقيت بيّ حتى تأتيني في منى إنشاء الله.
ولما عدت إلى الكوفة قمت بتنفيذ وصايا الإمام الصادق عليه السلام، فكنت ألاطف أمي وأطعمها، وأفلي ثوبها ورأسها، وأقدم لها جميع ما تحتاجه.
فاستغربت والدتي من هذه المعاملة، فبادرتني بسؤالها:
يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديننا!
فما الذي أرى منك منذ أن هاجرت ودخلت في الحنيفية (الدين الإسلامي)؟
فأجبتها بأن رجلاً من ولد نبينا أمرني أن أفعل هذا.
فقالت: هل هذا الرجل نبّي؟
قلت: لا ولكنه ابن نبّي.
ولكنها أصرت على أنّه يكون هذا الرجل نبياً لأن هذه الوصايا هي من وصايا الأنبياء.
فقلت لها: يا أمي ليس بعد نبينا محمّد (صلّى الله عليه وآله) نبّي ولكن هذا الرجل ابنه.
فأخذها الشوق إلى معرفة هذا الدين، وقالت أنّه هذا الدين أفضل الأديان وطلبت مني أن أعرض عليها الدين الإسلامي.
فعرضته عليها فذكرت لها الشهادتين فأسلمت وآمنت بالله الواحد الأحد، وعلمتها الصلاة فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم ألمّ بها ألم في الليل فطلبت مني أن أعيد عليها ما علمتها.
فأقرت به وفاضت روحها الطاهرة إلى الملكوت الأعلى.
وفي الصباح قام المسلمون بغسلها ثم صليت عليها وأنزلتها في القبر.
المصدر : بحار الأنوار: ج47 ـ بتصرف
(نقلاً عن شبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية)
نسألكم الدعاء
اللهم صلِّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم
الآية التي كانت سببًا في هداية المسيحي إلى الإسلام
يقول زكريا بن إبراهيم كنت مسيحياً فدخلت الإسلام وآمنت به، وفي سنة من السنين ذهبت إلى مكة للحج والتقيت هناك بالإمام الصادق عليه السلام؛ فأحببت أن أعرفه بنفسي فالقيت عليه تحية الإسلام فأجابني بأحسن منها فاستأذنته للحديث.
وقلت: يا مولاي إني كنت نصرانياً وأسلمت.
فسألني ماذا رأيت في الإسلام حتى جذبك إليه، وكان سبباً لهدايتك؟
قلت: قول الله تعالى لنبيه (صلّى الله عليه وآله وسلم) (مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52]
حيث كيف يكون هذا النبّي الذي لم يتعلم في مدرسة ولم يقرأ كتاباً يستطيع التحدث بهذا الكلام النوراني ويبني مجتمعاً يسوده المودة والرحمة وينشر الأخلاق العالية ويدعو إلى دين متكامل.
فعلمت أن لا سبيل له إلى ذلك إلا عن طريق الوحي الإلهي والتسديد الرباني؛ فصدقت أنّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وآمنت به وقبلت الإسلام.
فأجابني الإمام عليه السلام: لقد هداك الله، وبعدها دعا لي ثلاثاً "اللهم اهده".
ثم توجه لي وقال: سل ما شئت يا بني؟
فبدأت أشرح للإمام عن حياتي حيث إني أعيش مع أهلي ووالدي وآكل من آنيتهم وهم على دين النصرانية، وأمي مكفوفة البصر،... فهل في ذلك بأس؟
فسألني الإمام الصادق عليه السلام: هل يأكلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا يا سيدي ولا يمسونه.
فقال: إذن كن معهم وصاحبهم وبر بوالدتك وكن في خدمتها وإذا ماتت فلا تكلها إلى أحد غيرك، وقم بجميع شؤون التكفين والدفن، ولا تخبرن أحداً إنك التقيت بيّ حتى تأتيني في منى إنشاء الله.
ولما عدت إلى الكوفة قمت بتنفيذ وصايا الإمام الصادق عليه السلام، فكنت ألاطف أمي وأطعمها، وأفلي ثوبها ورأسها، وأقدم لها جميع ما تحتاجه.
فاستغربت والدتي من هذه المعاملة، فبادرتني بسؤالها:
يا بني ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديننا!
فما الذي أرى منك منذ أن هاجرت ودخلت في الحنيفية (الدين الإسلامي)؟
فأجبتها بأن رجلاً من ولد نبينا أمرني أن أفعل هذا.
فقالت: هل هذا الرجل نبّي؟
قلت: لا ولكنه ابن نبّي.
ولكنها أصرت على أنّه يكون هذا الرجل نبياً لأن هذه الوصايا هي من وصايا الأنبياء.
فقلت لها: يا أمي ليس بعد نبينا محمّد (صلّى الله عليه وآله) نبّي ولكن هذا الرجل ابنه.
فأخذها الشوق إلى معرفة هذا الدين، وقالت أنّه هذا الدين أفضل الأديان وطلبت مني أن أعرض عليها الدين الإسلامي.
فعرضته عليها فذكرت لها الشهادتين فأسلمت وآمنت بالله الواحد الأحد، وعلمتها الصلاة فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم ألمّ بها ألم في الليل فطلبت مني أن أعيد عليها ما علمتها.
فأقرت به وفاضت روحها الطاهرة إلى الملكوت الأعلى.
وفي الصباح قام المسلمون بغسلها ثم صليت عليها وأنزلتها في القبر.
المصدر : بحار الأنوار: ج47 ـ بتصرف
(نقلاً عن شبكة أهل البيت للأخلاق الإسلامية)
نسألكم الدعاء