دور طيبة في التاريخ المصري القديم
لقد لعبت طيبة دورًا هاما على امتداد التاريخ المصري القديم في كل عصورها المختلفة فقد تزعمت طيبة حركات التحرير وقضت طيبة على النزاعات الإنفصالية سياسية؛ داخلية كانت أو خارجية.
وأما بداية مدينة طيبة كعاصمة سياسية
فقد يرجع ذلك إلى الأسرات الأولى حيث كان إقليمه واست من أقدم الأقاليم المصرية ، وبعض المؤرخين يرجحون أن آثار العمران في مدينة واست يرجع إلى أيام الأسرات التاريخية الأولى. وكان أقدم ظهور معروف لاسم مدينة "واست" يرجع إلى عصر الدولة القديمة(الأسرة الرابعة عهد الملك منكاورع)وكانت مدينة واست من المدن المصرية القديمة التي اتخذت عاصمة سياسية للبلاد أكثر من فترة زمنية.
في الفترة الزمنية الأولى في الدولة الوسطى كانت طيبة المسيطرة على أقاليم الجنوب منذ أيام انتف الأول مؤسس سلسلة ملوك الأسرة الحادية عشر. وقد انتصرت واست على إهناسيا بقيادة " نب حتب رع " منتوحتب الأول.
وكانت بداية زعامة حكام المدينة واست لأقاليم مصر العليا في خلال الأسرة الثامنة. حيث اسمتر بها الضعف الذي انتهت إليه الأسرة السادسة وقامت عليه الأسرة السابقة. وسار أصحابها على ُسنة الملك " ببي الثاني " في تقرير إعفاءات معينة لصالح مصر الإله " مين" ورجاله في مدينة قفط.
وبعد انتهاء الأسرة الثامنة قامت أسرة جديدة ألا وهى الأسرة التاسعة وكانت عاصمتها مدينة إهناسيا وخلال قيام هذه الأسرة نجد أن العائلات القوية أخذت تتنازع السيطرة
على البلاد أما أقاليم مصر العليا فقد انتقلت السيطرة عليها من يد حكام قفط إلى يد حكام مدينة واست " طيبة " الذين جمعوا الأقاليم الأخرى من حولهم. وكانت أبيدوس هي الحد الفاصل بين منطقة نفوذ حكام إهناسيا ومنطقة نفوذ حكام مدينة واست.
بنهاية عصر الأسرة التاسعة بدأت الأسرة العاشرة حكمها في منطقة إهناسيا في الوقت الذي أخذ فيه أفراد البيت الحاكم في مدينة واست يعتبرون أنفسهم أحق بملك مصر من البيت الحاكم في إهناسيا واستمر النزاع بين حكام إهناسيا وحكام واست مرات عديدة إلى عهد منتو حتب الأول الذي نجح في القضاء على حكام إهناسيا واستعادة عرش مصر وتوحيد البلاد.
وبعد عهد الأناتفة اتخذ المناتحة مدينة واست عاصمة لملكهم المتحد وقاموا بتشييد مقابرهم إلى الغرب منها وشيدوا معبدا صغيرا لربها آمون
وتم اختيار مدينة واست عاصمة الأسرة الحادية عشرة ومصر كلها في بداية عصر الدولة الوسطى فقد اختيرت عاصمة للبلاد وذلك ربما لرغبة حكام واست في أن يضمنوا ولاء أهل الجنوب وذلك ربما لرد بعض جميل أهل مدينة واست عليهم.
وكذلك من الأسباب التي أدت إلى اختيار مدينة واست عاصمة هو بعدها جغرافيا عن مدينة إهناسيا وذلك تحسبا لأي نزاع جديد قد ينشأ.
واستمرت مدينة واست عاصمة للأسرة الحادية عشرة وبنهاية تلك الأسرة وبداية عصر الأسرة الثانية عشر انتقلت العاصمة إلى مكان آخر هو منطقة " إثت تاوي "
ومع بداية عصر الدول الحديثة وبداية الأسرة الثامنة عشرة تأتي الفترة الثانية في اتخاذ مدينة واست عاصمة للبلاد.
حيث بدأ الصراع في عصر الأسرة السابعة عشرة الطيبية بين حكام واست والهكسوس من أجل تحرير البلاد منهم.
وجاءت بداية حرب التحرير ضد الهكسوس وعندما شعر حكام مدينة واست بأن الهكسوس تركوا مصر العليا بعد أن ضمنوا ورود الجزية منها إلى عاصمتهم أفاريس.
وقد قام الملك أحمس ومن بعده ملوك الأسرة الثامنة عشرة باتخاذ مدينة واست عاصمة للبلاد ، واستمر ذلك حتى بداية عصر الأسرة التاسعة عشرة وبالتحديد عصر الملك رمسيس الثاني " الذي انتقل بالعاصمة من مدينة " واست " إلى مدينة " برعمسيس" في شرق الدلتا ، هذا بجانب الفترة التي انتقلت فيها العاصمة من مدينة واست إلى مدينة " أخت أتون" طوال حكم الملك إخناتون، وبعد موته عادت السيادة مرة أخرى لمدينة واست وازدهرت معابد الإله آمون بها.
وخلال عصر الأسرة الثامنة عشرة وبالتحديد في عهد الملك تحوتمس الثالث ازدهرت ازدهارًا عظيما وأصبحت أهم مدينة في العالم القديم وصارت المركز الذي تأتي إليه غنائم الحرب.
وبعد طرد الملك أحمس للهكسوس من مصر اتخذ من مدينة واست عاصمة للبلاد ولم يحاول أن يتجه شمالا كما فعل ملوك الدولتين القديمة والوسطى ما عدا ملوك الأسرة الحادية عشرة وربما كان السبب في اتخاذ مدينة واست في تلك الفترة الزمنية هو :
1- اعترافا بالجميل لشعب هذه المدينة الذي حمل مع الملك أحمس عبء الحرب وطرد الهكسوس.
2- ومن الأسباب أيضا أن ملوك الأسرة الثامنة عشرة اختاروا مدينة واست مقرا رسميا لهم وذلك لقربها من مسقط رأسهم.
ومن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ طيبة كعاصمة أسباب دينية وأهمها آمون وزيادة مكانته بين كل الآلهة المصرية، فقد ظهر اسم الإله آمون وزوجته آمونت في واست في عهد الأناتفة (الأسرة العاشرة) وقد خرجا من ثآمون الأشمونين المقدس، ولكنه لم يتخذ مكانة عالية إلا بعد انتقال العرش إلى أسرة جديدة وهى الأسرة الثامنة عشرة.
وابتداء من عصر الأسرة الثامنة عشرة أصحبت مدينة واست وطوال فترة الدولة الحديثة مدينة المعابد.
وفى عهد تحوتمس الثالث ازدهرت واست ازدهارًا كبيرًا وكذلك تأتي إليها الغنائم الأجنبية وكذلك استفاد كهنة الإله آمون.
ومن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ مدينة واست عاصمة في تلك الفترة الزمنية هو قوة الإله آمون وبالطبع قوة كهنته مما جعل الملوك يحاولون التقرب إليهم بالغنائم والهدايا والهبات وذلك لكسب رضاهم.
وتأتي فترة الأسرة الحادية والعشرين كفترة زمنية ثالثة وقد ارتبطت نشأة هذه الأسرة بأحداث الفترة الأخيرة من عصر الأسرة العشرين.
ونتيجة لضعف الملوك كثرت وانتشرت الفوضى وساءت الحالة الاقتصادية وأصبحت السلطة مقسمة إلى قسمين؛ كاهن في الجنوب وحاكم في الشمال.
وكان القسم الأول يسيطر على الجنوب ويتخذ مدينة " واست " عاصمة، وتسيطر عليه حكومة أقامها كهنة الإله آمون من خلفاء حريحور.
والقسم الثاني يحكم ملوكه من مدينة " جعنت " بشرق الدلتا وقد مدوا نفوذهم على بقية مصر الوسطى والدلتا واعتبروا أنفسهم الورثة الشرعيين للأسرة العشرين بحكم قرابتهم أو مصاهرتهم لها.
وكل ذلك يوضح أن مدينة واست " طيبة " كانت عاصمة سياسية خلال عصر الأسرة الحادية والعشرون والأسباب كانت كذلك :
1- سيطرة رؤساء الكهنة على الملك منذ نهاية عصر الأسرة العشرين.
2- عدم قدرة البيت الحاكم الجنوبي على السيطرة على الدلتا مما أعطى الفرصة لحكام الشمال للسيطرة على الجنوب.
3- مكانة الإله آمون وبالطبع مكانة رؤساء كهنته وارتفاع مركزهم.
خامسا : سقوط مدينة طيبة كعاصمة سياسية
انتهت بعد كل فترة من الفترات التي مرت بها مدينة طيبة كعاصمة لمصر. وتبعا لكل فترة :
1- الفترة الزمنية الأولى :-
انتقال العاصمة من مدينة " واست" إلى مدينة " إثت تاوي" جاء بانتهاء عصر الأسرة الحادية عشرة وبداية عصر الأسرة الثانية عشرة.
اتخاذ الملك أمنمحات الأول لمدينة إثت تاوي عاصمة لملكه ليكون على مقربة من الآسيويين.
2- الفترة الزمنية الثانية : -
انتقلت العاصمة السياسية من مدينة " واست" إلى مكان آخر :
1- كان أحدهما عصر أمنحتب الرابع عندما أعلن دينه الجديد وانتقل إلى عاصمة أخرى وهى أخن آتون.
2- انتقلت العاصمة في عهد رمسيس الأول إلى شرق الدلتا في مدينة " قنيتر" الحالية.
والسبب الذي جعل رمسيس الثاني يترك مدينة طيبة كعاصمة سياسية للبلاد ويتجه إلى مدينة " برعمسيس" في شرق الدلتا بأنها تقع في موطن أسرة رمسيس الثاني في الشمال الشرقي للدلتا.
وقد تعرضت مصر لمحنة غزو الهكسوس واستمرار الكفاح حتى تم تحرير البلاد.
3- الفترة الزمنية الثالثة :-
وجاء انتهاؤها حيث وقعت مصر تحت نفوذ الكهنة وتدهورت قوة البلاد وفقدت هيبتها.
واستمر الوضع حتى نهاية عصر الأسرة الحادية والعشرين ومع بداية الأسرة الثانية والعشرين ذات الأصل الليبى اتخذ ملوكها مدينة برباستت عاصمة لحكمهم.
وكان لطيبة أهمية دينية بجانب أهميتها السياسية باتخاذها عاصمة في كل فترة زمنية، وكان لمدينة طيبة تأثير قوي من الناحية الدينية على مدينة تانيس عاصمة الشمال فأصبح ثالوثها ( آمون – موت – خنسو ) له مكان الصدارة في مدينة تانيس.
لقد لعبت طيبة دورًا هاما على امتداد التاريخ المصري القديم في كل عصورها المختلفة فقد تزعمت طيبة حركات التحرير وقضت طيبة على النزاعات الإنفصالية سياسية؛ داخلية كانت أو خارجية.
وأما بداية مدينة طيبة كعاصمة سياسية
فقد يرجع ذلك إلى الأسرات الأولى حيث كان إقليمه واست من أقدم الأقاليم المصرية ، وبعض المؤرخين يرجحون أن آثار العمران في مدينة واست يرجع إلى أيام الأسرات التاريخية الأولى. وكان أقدم ظهور معروف لاسم مدينة "واست" يرجع إلى عصر الدولة القديمة(الأسرة الرابعة عهد الملك منكاورع)وكانت مدينة واست من المدن المصرية القديمة التي اتخذت عاصمة سياسية للبلاد أكثر من فترة زمنية.
في الفترة الزمنية الأولى في الدولة الوسطى كانت طيبة المسيطرة على أقاليم الجنوب منذ أيام انتف الأول مؤسس سلسلة ملوك الأسرة الحادية عشر. وقد انتصرت واست على إهناسيا بقيادة " نب حتب رع " منتوحتب الأول.
وكانت بداية زعامة حكام المدينة واست لأقاليم مصر العليا في خلال الأسرة الثامنة. حيث اسمتر بها الضعف الذي انتهت إليه الأسرة السادسة وقامت عليه الأسرة السابقة. وسار أصحابها على ُسنة الملك " ببي الثاني " في تقرير إعفاءات معينة لصالح مصر الإله " مين" ورجاله في مدينة قفط.
وبعد انتهاء الأسرة الثامنة قامت أسرة جديدة ألا وهى الأسرة التاسعة وكانت عاصمتها مدينة إهناسيا وخلال قيام هذه الأسرة نجد أن العائلات القوية أخذت تتنازع السيطرة
على البلاد أما أقاليم مصر العليا فقد انتقلت السيطرة عليها من يد حكام قفط إلى يد حكام مدينة واست " طيبة " الذين جمعوا الأقاليم الأخرى من حولهم. وكانت أبيدوس هي الحد الفاصل بين منطقة نفوذ حكام إهناسيا ومنطقة نفوذ حكام مدينة واست.
بنهاية عصر الأسرة التاسعة بدأت الأسرة العاشرة حكمها في منطقة إهناسيا في الوقت الذي أخذ فيه أفراد البيت الحاكم في مدينة واست يعتبرون أنفسهم أحق بملك مصر من البيت الحاكم في إهناسيا واستمر النزاع بين حكام إهناسيا وحكام واست مرات عديدة إلى عهد منتو حتب الأول الذي نجح في القضاء على حكام إهناسيا واستعادة عرش مصر وتوحيد البلاد.
وبعد عهد الأناتفة اتخذ المناتحة مدينة واست عاصمة لملكهم المتحد وقاموا بتشييد مقابرهم إلى الغرب منها وشيدوا معبدا صغيرا لربها آمون
وتم اختيار مدينة واست عاصمة الأسرة الحادية عشرة ومصر كلها في بداية عصر الدولة الوسطى فقد اختيرت عاصمة للبلاد وذلك ربما لرغبة حكام واست في أن يضمنوا ولاء أهل الجنوب وذلك ربما لرد بعض جميل أهل مدينة واست عليهم.
وكذلك من الأسباب التي أدت إلى اختيار مدينة واست عاصمة هو بعدها جغرافيا عن مدينة إهناسيا وذلك تحسبا لأي نزاع جديد قد ينشأ.
واستمرت مدينة واست عاصمة للأسرة الحادية عشرة وبنهاية تلك الأسرة وبداية عصر الأسرة الثانية عشر انتقلت العاصمة إلى مكان آخر هو منطقة " إثت تاوي "
ومع بداية عصر الدول الحديثة وبداية الأسرة الثامنة عشرة تأتي الفترة الثانية في اتخاذ مدينة واست عاصمة للبلاد.
حيث بدأ الصراع في عصر الأسرة السابعة عشرة الطيبية بين حكام واست والهكسوس من أجل تحرير البلاد منهم.
وجاءت بداية حرب التحرير ضد الهكسوس وعندما شعر حكام مدينة واست بأن الهكسوس تركوا مصر العليا بعد أن ضمنوا ورود الجزية منها إلى عاصمتهم أفاريس.
وقد قام الملك أحمس ومن بعده ملوك الأسرة الثامنة عشرة باتخاذ مدينة واست عاصمة للبلاد ، واستمر ذلك حتى بداية عصر الأسرة التاسعة عشرة وبالتحديد عصر الملك رمسيس الثاني " الذي انتقل بالعاصمة من مدينة " واست " إلى مدينة " برعمسيس" في شرق الدلتا ، هذا بجانب الفترة التي انتقلت فيها العاصمة من مدينة واست إلى مدينة " أخت أتون" طوال حكم الملك إخناتون، وبعد موته عادت السيادة مرة أخرى لمدينة واست وازدهرت معابد الإله آمون بها.
وخلال عصر الأسرة الثامنة عشرة وبالتحديد في عهد الملك تحوتمس الثالث ازدهرت ازدهارًا عظيما وأصبحت أهم مدينة في العالم القديم وصارت المركز الذي تأتي إليه غنائم الحرب.
وبعد طرد الملك أحمس للهكسوس من مصر اتخذ من مدينة واست عاصمة للبلاد ولم يحاول أن يتجه شمالا كما فعل ملوك الدولتين القديمة والوسطى ما عدا ملوك الأسرة الحادية عشرة وربما كان السبب في اتخاذ مدينة واست في تلك الفترة الزمنية هو :
1- اعترافا بالجميل لشعب هذه المدينة الذي حمل مع الملك أحمس عبء الحرب وطرد الهكسوس.
2- ومن الأسباب أيضا أن ملوك الأسرة الثامنة عشرة اختاروا مدينة واست مقرا رسميا لهم وذلك لقربها من مسقط رأسهم.
ومن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ طيبة كعاصمة أسباب دينية وأهمها آمون وزيادة مكانته بين كل الآلهة المصرية، فقد ظهر اسم الإله آمون وزوجته آمونت في واست في عهد الأناتفة (الأسرة العاشرة) وقد خرجا من ثآمون الأشمونين المقدس، ولكنه لم يتخذ مكانة عالية إلا بعد انتقال العرش إلى أسرة جديدة وهى الأسرة الثامنة عشرة.
وابتداء من عصر الأسرة الثامنة عشرة أصحبت مدينة واست وطوال فترة الدولة الحديثة مدينة المعابد.
وفى عهد تحوتمس الثالث ازدهرت واست ازدهارًا كبيرًا وكذلك تأتي إليها الغنائم الأجنبية وكذلك استفاد كهنة الإله آمون.
ومن الأسباب التي أدت إلى اتخاذ مدينة واست عاصمة في تلك الفترة الزمنية هو قوة الإله آمون وبالطبع قوة كهنته مما جعل الملوك يحاولون التقرب إليهم بالغنائم والهدايا والهبات وذلك لكسب رضاهم.
وتأتي فترة الأسرة الحادية والعشرين كفترة زمنية ثالثة وقد ارتبطت نشأة هذه الأسرة بأحداث الفترة الأخيرة من عصر الأسرة العشرين.
ونتيجة لضعف الملوك كثرت وانتشرت الفوضى وساءت الحالة الاقتصادية وأصبحت السلطة مقسمة إلى قسمين؛ كاهن في الجنوب وحاكم في الشمال.
وكان القسم الأول يسيطر على الجنوب ويتخذ مدينة " واست " عاصمة، وتسيطر عليه حكومة أقامها كهنة الإله آمون من خلفاء حريحور.
والقسم الثاني يحكم ملوكه من مدينة " جعنت " بشرق الدلتا وقد مدوا نفوذهم على بقية مصر الوسطى والدلتا واعتبروا أنفسهم الورثة الشرعيين للأسرة العشرين بحكم قرابتهم أو مصاهرتهم لها.
وكل ذلك يوضح أن مدينة واست " طيبة " كانت عاصمة سياسية خلال عصر الأسرة الحادية والعشرون والأسباب كانت كذلك :
1- سيطرة رؤساء الكهنة على الملك منذ نهاية عصر الأسرة العشرين.
2- عدم قدرة البيت الحاكم الجنوبي على السيطرة على الدلتا مما أعطى الفرصة لحكام الشمال للسيطرة على الجنوب.
3- مكانة الإله آمون وبالطبع مكانة رؤساء كهنته وارتفاع مركزهم.
خامسا : سقوط مدينة طيبة كعاصمة سياسية
انتهت بعد كل فترة من الفترات التي مرت بها مدينة طيبة كعاصمة لمصر. وتبعا لكل فترة :
1- الفترة الزمنية الأولى :-
انتقال العاصمة من مدينة " واست" إلى مدينة " إثت تاوي" جاء بانتهاء عصر الأسرة الحادية عشرة وبداية عصر الأسرة الثانية عشرة.
اتخاذ الملك أمنمحات الأول لمدينة إثت تاوي عاصمة لملكه ليكون على مقربة من الآسيويين.
2- الفترة الزمنية الثانية : -
انتقلت العاصمة السياسية من مدينة " واست" إلى مكان آخر :
1- كان أحدهما عصر أمنحتب الرابع عندما أعلن دينه الجديد وانتقل إلى عاصمة أخرى وهى أخن آتون.
2- انتقلت العاصمة في عهد رمسيس الأول إلى شرق الدلتا في مدينة " قنيتر" الحالية.
والسبب الذي جعل رمسيس الثاني يترك مدينة طيبة كعاصمة سياسية للبلاد ويتجه إلى مدينة " برعمسيس" في شرق الدلتا بأنها تقع في موطن أسرة رمسيس الثاني في الشمال الشرقي للدلتا.
وقد تعرضت مصر لمحنة غزو الهكسوس واستمرار الكفاح حتى تم تحرير البلاد.
3- الفترة الزمنية الثالثة :-
وجاء انتهاؤها حيث وقعت مصر تحت نفوذ الكهنة وتدهورت قوة البلاد وفقدت هيبتها.
واستمر الوضع حتى نهاية عصر الأسرة الحادية والعشرين ومع بداية الأسرة الثانية والعشرين ذات الأصل الليبى اتخذ ملوكها مدينة برباستت عاصمة لحكمهم.
وكان لطيبة أهمية دينية بجانب أهميتها السياسية باتخاذها عاصمة في كل فترة زمنية، وكان لمدينة طيبة تأثير قوي من الناحية الدينية على مدينة تانيس عاصمة الشمال فأصبح ثالوثها ( آمون – موت – خنسو ) له مكان الصدارة في مدينة تانيس.