السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي اخواتي لا شك انكم كلكم متفقون معي في ان الانسان اجتماعي بطبعه يسعى إلى إقامة العلاقات الإنسانية السوية ، التي تحقق الغرض من وجوده ، فمهما علا الإنسان وارتفعت مكانته يبقى ضعيفاً إذا اكتفى بنفسه دون الآخرين .
لكن التعامل مع الاخرين لا يستقيم، ويرتاح إليه الناس، في شئونهم الخاصة والعامة، ما لم يقم على أسس من التفاهم، وحسن الأداء، والصدق والأمانة، ولطافة اللسان والثقة المتبادلة.
فالاسلام يحث على حسن المعاملة فيما بيننا وذلك بحفظ اللسان عن سيء اللفظ وعن عورات الناس ، الصدق ، الأمانة ، إتقان العمل ، المحافظة على العهد والوعد ، التصدق من مال الله الذي آتاك ، الإحسان إلى الفقير والمسكين والمحتاج ، زيارة المرضى ، حضور الجنازات ، كثرة الدعاء إلى الله في الرخاء قبل الشدة ، حسن المعاملة مع الأهل والجيران والأصدقاء والزملاء ، لا تعتدي فالله لا يحب المعتدين ، لا تغش فمن غشنا فليس منَّا ، لا تظلم فالظلم ظلماتٌ يوم القيامة ، لا تنافق فلن ينفعك الناس إلا بما كتب الله لك ، ولن يضروك إلا بما كتب الله عليك ، لا تكتم الشهادة فمن كتمها فإنَّهُ آثمٌ قلبه ، لا تشهد الزور فشاهد الزور في النّار.....
اخوتي في الله من هذا المنطلق لابد ان نفكر قبل ان نتحدث الى الاخرين وننتقي كلماتنا باهتمام لكي لا نجرح مشاعرالاخرين ونؤدي احاسيسهم وعواطفهم فالاذى الاكبر هو اذى اللسان لان جراحات الجسم يظهر أثرها فوراً وبشكل واضح من خروج دم، أو حدوث كسر، أو تغيّر لون بينما جراحات المشاعر تكون في أعماق النفس، وتختمر تفاعلاتها وتتأجج في قلب الإنسان، بعيداً عن المشاهدة والعيان. وهي بذلك أشد إيلاماً، وأقسى وقعاً، ونتائجها أسوأ وأخطر.وقد تتحول إلى عقد متراكمة، وأحقاد مضطرمة، تتفجر في المحيط الاجتماعي ناشرة الويل والدمار.
لذلك يقول الإمام علي كرم الله وجهه : (طعن اللسان أمضى من طعن السنان).
ويقول الشاعر
جراحات السنان لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسان
هناك مثل يقول ( لايسبق لسانك عقلك )
فهل طبقنا هذا المثل بحياتنا الشخصيه والاجتماعيه ؟؟
اتوقع من وجهة نظري المتواضعه قليل من يطبقه فعلياً وهذا هو سبب الكثير من المشاكل بالمجتمع .
اللسان سلبياته اكثر من إيجابياته اذا سبق بالنطق تفكير عقولنا فلماذا لانستعمل ميزان عقولنا قبل زلة اللسان بشي لايحمد عقباه
لابد ان نصيغ الكلمه بأسلوب سلس ذو منطق جميل ومن ثم نأمر اللسان بنطقها حتى اذا وقعنا في خلاف مع شخص لانتفوه بما يقوله لساننا وعاطفتنا انما بشيء ايقنت به عقولنا حتى نستطيع حل الخلاف بدون اي مشاكل لأن التسرع في حل المشاكل من صنع اللسان لامن صنع العقل وبذلك يصعب علينا حلها بل نزيد من الطين بله .
المريض علقياً قد تصدر منه مشاكل لأن عقله لايتحرك ولكن لسانه يتحرك
مريض الاعاقه النطقيه لاتصدر منه مشاكل لان لسانه لايتحرك ولكن عقله يتحرك .
اخيرا اقول اخواني احترسوا ولا ننسى قول الله عز وجل:
{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} أي ما يتلفظ كلمةً من خيرٍ أو شر، إلا وعنده ملك يرقب قوله ويكتبه {عَتِيدٌ} أي حاضر معه أينما كان مهيأٌ لكتابة ما أُمر به، قال ابن عباس: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر،.
ختاما نسأل الله أن يهب لنا معالي الأخلاق، ويوفقنا لحسن التعامل مع الناس، ويجعلنا من الصالحين المصلحين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.