حقيقة هذا ثاني منتدى أرسل فيه هذه الخاطرة المميزة حقيقة لأنها تمثل يوما عانينا فيه بكل صور العذاب والاهانة
تفضلوها من عنوانها ::
كثيرا هي المرات التي ذهبت فيها أمي لزيارة أحد إخوتي وكانت زيارتها التي أتحدث عنها هي المرة الأولى بعد اعتقال أخي للمرة الثالثة .......في المرة الأولى دخلت موقع الزيارة وزارت بحمد الله .... ومع أن الزيارة لم تخلوا من إهانات الصهاينة لأهالي الأسرى ما كان عليهم إلا أن يقولوا إن الله مع الصابرين .
وفي المرة الثانية والثالثة والرابعة ...... هنا تتكرر الأحداث
تصحوا أمي وكل أهالي الأسرى قبل أذان الفجر ليذهبوا إلى الزيارة .... يجلسون في الحافلات لانتظار أمر المرور ينتظرون طويلا طويلا يزداد الاشتياق وتتلوّع قلوب الأمهات الصابرات .
يأتي الجندي وبكل برودة أعصاب ...وبعد جهد جهيد في الانتظار واشتعال القلب يقول وبكل برود.... اليوم ممنوع الزيارة " سيجر أمني " بلغتنا تسكير أمني .... يا للوقاحة .. تخيل ..ضع نفسك في هذا الموقف ...أن تتعب نفسك في التجهيز والاستعداد ؟؟ وأن تصحوا بكل لهفة وشوق ؟؟؟ فقط ..... لتسمع كلمة "ممنوع الزيارة ؟؟" كيف يتخيلها عقلك ؟؟؟ لا بأس الفرج قريب إن الله مع الصابرين هذا حال لسان الأهالي .......
في المرة الأخير ذهبت أمي بشوق لا يوصف وبحمد الله دخلت للزيارة وبعد تفتيش طويل وفحص وفي الفوج الثاني دخلت أمي ....كانت مشتاقة جدا لرؤية أخي الذي لم يهنأ بعرسه حتى ... أتى الأسرى ... كل الأسرى ... وأخي لم يأتي ... أمي سألت الأسرى عنه أين " ولدي أبو البراء " قالوا إن شاء الله سيأتي بعد قليل .....
انتظرت وطال الانتظار ...انتهت الزيارة ولم يأتي أخي بكته أمي بكل جوانحها ... خانتها دموعها التي لم تشأ أن تنزل .... لم تكن تريد أن تهان أما اليهود ... لاحظها اليهود ( كانوا يعلمون ) سألوها فأجابتهم قال لها أحد الجنود وهو درزي الأصل أقسم يا حاجة أني لن أذهب إلا عندما يأتي فهذا حقه (لكنه كان يتكلم بسخرية منها ) ... يا له من ليل أدب ... كيف يتكلمون عن الحقوق وهم أكثر من تجاهلها ؟؟؟
عادت أمي وهي محطمة الفؤاد ... محطمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى .... أبكت كل من كان معها فتخيل وضعك لو كنت مكانها .... ماذا كنت لتفعل ؟؟؟؟
وصلنا اتصال في المساء وقال لنا صاحبه لقد كذب اليهود عليكم لقد قالوا له إن أهلك لم يأتوا لزيارتك.......
بكل وقاحة وكل برود يكذبون هذا عهدنا فيهم ...
كم هو مذل ذاك اليوم !! لو أنها لم تزره لكان أفضل لو أنهم منعوها لكان أهون على قلبها ... لكنها آمنت بعظيم القدر ... هكذا هو إيمان أمي الذي دفعها لتقول الحمد لله على كل حال
فطوبى لك يا أمي و لك أخي على صبرك ولكل الأسرى وأهاليهم
كتبتها يوم أن عادت أمي حزينة مساء يوم الزيارة الساعة :12:30 مساء
كتبتها بدموعي الحرّة على هذه الإهانة التي تعمدوا أن يعطونا إياها