8)
يقول مالك ابن دينار بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .......... افعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجور ..يتحاشاني الناس من معصيتي يقول: في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفلهسميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبيوقلت المعصية في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسككأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلهاتفعل ذلك .... وكلما كبرت فاطمة كلما زاد الإيمان في قلبي .. وكلما اقتربت منالله خطوه .... وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمة 3 سنواتفلما أكملت .... الــ 3 سنواتماتت فاطمة يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان .. حتى جاء يومافقال لي شيطاني: لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشربفرأيتني تتقاذفني الأحلام ..حتى رأيت تلك الرؤيا رأيتني يوم القيامة وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار.. وزلزلت الأرض ...واجتمع الناس إلى يوم ألقيامه .. والناس أفواج .. وأفواج .. وأنا بين الناسوأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان ... هلم للعرض على الجباريقول:فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوفحتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجباريقول:فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيتثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوففوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً ..فقلت:آه: أنقذني من هذا الثعبانفقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو ...فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أأهرب منالثعبان لأسقط في النارفعدت مسرعا أجري والثعبان يقتربفعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ..وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجوفجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفالكلهم يصرخون: يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباكيقول::فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنواتتنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى ........ ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدهالخوف ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا وقالت لي يا أبت ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللهيقول:يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان!! قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أنالأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم ألقيامه..؟يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكىلحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاًولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك يقول:فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله يقول: واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التو به والعودة إلى الله يقول: دخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآيةألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر اللهذلك هو مالك بن دينار من أئمة التابعينهو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل ........ ويقولإلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنااللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان الناروتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول:أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك ..أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لكمن تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً،ومن أتاني يمشي أتيته هرولةأسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التو بهلا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمينأرسلها إلى كل من تعرف ... فربما تكون سبب في هداية وتوبة غيرك..وتخيل عظم الأجر الذي ستحصل عليه*لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم ولاتنسوني من خالص الدعاء