الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
كل عام وأنتم بخير
وتقبل الله منا ومنكم الطاعات ..
أحبتي في الله ..
قبل أيام ودعنا رمضان بخيره وبركته .. وما كان فيه من المغفرة ..
والرحمة والعتق من النيران ..
نسأل الله أن نكون من المقبولين فيه وممن صامه إيماناً واحتساباً..
اللهم آمين ..
فماذا بعد رمضان ؟؟
ماذا فعلنا بعده ؟؟
هل تخرجنا من مدرسة رمضان بشهادة التقوى ؟؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟؟
هل ربينا انفسنا على الجهاد بأنواعه ؟؟
هل انتصرنا على شهواتنا ؟؟ أم غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟؟
هل سعينا إلى العمل بأسباب الرحمة والمغفرة والعتق من النار ؟؟
هل ..؟ وهل ..؟ وهل ..؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة يسألها المسلم الصادق نفسه ويجيب عليها بكل صراحة وصدق ..
ماذا أستفدت من رمضان ؟؟؟؟؟؟؟؟
إن رمضان بحق مدرسة إيمانية ومحطة روحية للتزود منه بقية العام ..
ولشحن الهمم بقية العمر ..
فمتى نتعظ ونعتبر ونستفيد من حياتنا إذا لم نفعل ذلك في رمضان ؟؟
إن رمضان بالفعل مدرسة للتغيير
{ إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم }
إن كنت ممن استفاد من رمضان وتخلقت فيه بصفات المتقين وصمته حقاً..
وقمته حقاً وصدقاً واجتهدت في مجاهدة نفسك فيه ..
فاحمد الله واشكره وأسأله الثبات على ذلك حتى الممات ..
أما إن كنت عكس ذلك فأدرك ما بقي من عمرك وأصلح عملك
وأكثر من الإستغفار والتوبة إلى الله لعله يقبلك ..
أرأيت لو أن إمرأة غزلت غزلاً فصنعت منه قميصاً أو ثوباً متقناً وجميلاً..
فلما نظرت إليه وأعجبها ..جعلت تقطِّع الخيوط وتنقُضها خيطاً خيطاً
بدون سبب فماذا يقول عنها الناس ؟؟
يقول الله تعالى :...
{ ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة ..}
فذلك هو حال من يرجع إلى المعاصي والذنوب ويترك الطاعات
والأعمال الصالحة بعد رمضان ..
فبعد نعيم الطاعة ولذة المناجاة يرجع المرء إلى الجحيم والمعاصي !!
(( فبئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ))
فما هكذا نشكر الله على بلوغ الشهر والصيام والقيام ..
وما هكذا يكون شكر النعم ..
وما هذه علامة القبول !!
بل هذا جحود النعمة .. وهذه علامات عدم القبول للعمل والعياذ بالله !!
لأن الصائم حقيقةً يفرح يوم العيد بفطره ويحمد ويشكر ربه على إتمام الصيام !!
ومع ذلك يبكي خوفاً أن لا يتقبل الله منه الصيام والقيام ؟؟!!
ومن علامات القبول ..
أن ترى حال العبد أحسن من حاله السابق ..
أن ترى منه إقبالاً على الطاعة ..
أن يشكر الله على هذه النعمة العظيمة ..
{ و إذ تأذَّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم }
فيزيده الله من الخير الحسي والمعنوي ويشمل ذلك الطاعات والعمل الصالح ..
يقول الله تعالى ..
{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين }
فهكذا يجب أن يكون حال المسلم في طاعة وعبادة وإستقامة ..
وعند المسلم طاعات كثيرة تماثل ما كان يقوم به في رمضان ..
مثل صيام التطوع .. قيام الليل .. الصدقة ..قراءة القرآن وختمه ..
وهكذا .. فالأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان ..
فاجتهدوا في الطاعات .. وإياكم والكسل والفتور ..
والحذر الحذر من يأتيكم الموت وأنتم على معصية ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك ودينك ..
ختاماً ينبغي على المسلم أن يكون حاله بين الرجاء والخوف ..
يخاف عدم القبول .. ويرجو من الله القبول ..
مرَّ وهيب بن الورد على قوم يلهون ويلعبون في يوم العيد ..
فقال : " عجباً لكم إن كان الله قد تقبل منكم صيامكم ..
فما هذا فعل الشاكرين !!
وإن كان الله لم يتقبله فما هذا فعل الخائفين "..
إن كنت أصبت فهذا من الله والحمد لله ..
وإن كنت أخطأت فهذا من نفسي والشيطان وأستغفر الله على ذلك ..
اللهم تقبل منا واستر علينا واحسن خاتمتنا وتب علينا
واغفر لنا وارحمنا واعفو عنا إنك أنت السميع العليم ..
اللهم آمين ...