الظلام والبرد وتلك المقبرة الموحشة... أنت هناك... لكن شيئاً آخر لا تدري كنهه يطاردك... شيئاً تخشاه أكثر من المقابر والظلام... ولهذا ستركض... لن تكف عن الركض... ولن تدير رأسك للوراء... لأنك لو فعلت... ستراه!
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
وقعت هذه الحادثة في الخامس من مايو 1965م.
في ليلة قمرية مظلمة لا ضوء فيها سوى ضوء القمر وضوء السيارة الخافت... الساعة الواحدة بعد منتصف الليل... البرد شديد والمطر يتساقط على الطريق كحبات لؤلؤ وسط هذا الظلام الدامس... فجأة تتعطل سيارتك بجانب مقبرة القرية البائسة... إنها مقبرة كئيبة ضخمة لكنها ليست بضخامة تلك الأساطير التي أثارت جدلاً كبيراً حول هذه المقبرة... فمن الأساطير أن أهل القرية رأوا حسناء كانت تبكي عند أحد القبور فلما سألوها عن سبب بكائها إلتفتت لهم بوجه شيطاني... عيون بيضاء وأنياب ذئب... يالها من حسناء!
ولكن أبرز تلك الأساطير هي أسطورة الموتى الأحياء... إنهم من سكان القرية ذاتها وافتهم المنية وتقول الأسطورة أنهم كانوا يخرجون من قبورهم في الليالي المقمرة...
والليلة إكتمل القمر بدراً...
أنت طبعاً لا تصدق تلك الخرافات رغم أنك من سكان هذه القرية... تذكّر... سيارتك معطلة الآن وعليك أن تفعل شيئاً ما... أنت لا تستطيع النزول من السيارة لأن البرد يكاد يفتك بك... تنظر إلى اليمين وإلى الشمال لعلك ترى أحداً ما... نعم... ذلك شخصٌ قادم... لكنه قادم من ناحية المقبرة... يقترب ويقترب منك... تنظر إليه جيداً من خلف النافذة... وكذلك هو يبادلك نفس النظرة... بين وجهك ووجهه شبراً واحداً... وطبعاً تفصل بينكما النافذة... لكن... يا إلهي...
إنه ...
إنه ...
إنه ميت حي ...
اللون الرّمادي الغريب... الأنف المجدوع... الأسنان المتساقطة... وفي تجويف عينه اليسرى لم تكن هناك عينٌ على الإطلاق... الجسم المتآكل... هذه هي حالته... ياله من رعب... يكاد قلبك أن يقف من شدة الخوف... لا تستطيع الحراك... يدق النافذة ثم يمسك بمقبض الباب بيده المرتجفة البطيئة لكي يفتحه...
آه...
تذكرت أنك لم تقفل زر الباب وبسرعة خاطفة تقوم بضغطها فيحاول فتح الباب دون جدوى... وبقيت على تلك الحالة إلى أن...
تستيقظ من النوم
خدعتكم
منقــــــــــول