بدأ الاطباء باستخدام جهاز ليزري جديد لتحليل الدم بشكل فوري، يدعى «بايوكيفتي»، حيث يمكن الحصول على نتائج التحليل خلال دقائق معدودة.
وقد قام العلماء بابتكار هذا الجهاز في مخابر «صاندريا» الوطنية بولاية نيومكسيكو في الولايات المتحدة الاميركية.
ويتوقع الاطباء ان تصبح التحاليل الدموية الروتينية التي تحتاج الى سحب الدم من الجسم ومعايرة المواد الكيميائية، التي تأخذ اياما في بعض الاحيان، من مخلفات الماضي بعد سنوات قليلة مقبلة نظرا لتقدم التكنولوجيا الحديثة.
وقام العلماء بتصميم هذا النظام الليزري الجديد لمساعدة الاطباء في كشف المواد الكيميائية التي يتعرض لها الجنود خلال الحروب، وهذا النظام لديه قدرة عالية على تقصي ورصد تبدلات الكريات الدموية الحية واعطاء النتائج المطلوبة بشكل سريع.
ويعمل هذا الجهاز بتقنية جديدة لاصدار الحزم الضوئية الليزرية التي بدورها تعطي لمعانا (اضاءة) خاصا للخلايا الدموية عند ملامستها.
ويقوم مبدأ التحاليل الحديثة على ان الخلايا الدموية الحية تستطيع تحطيم هذه الاشعة الى اجزاء متعددة، حيث تتشكل ملايين الحزم الضوئية تحت الحمراء، وبذلك يستطيع العلماء تحليل هذه الحزم ومعرفة صيغة الخلايا الدموية الحمراء والخلايا الدموية البيضاء وبنيتها، وبالتالي كشف التبدلات التي يمكن ان تحدث بها نتيجة لاصابتها بفيروس او سرطان معين.
ويختلف هذا النظام عن التحاليل الدموية القديمة بأنه ليس بحاجة لقتل الخلايا وتثبيتها بالمواد الكيميائية لرؤيتها تحت المجهر، انما يعتمد على دراسة الخلايا الحية وبذلك يمكن معرفة ما يجري من تبدلات دموية فور حدوثها.
وقال بول جيورلي مبتكر هذا الجهاز ان النظام الليزري الجديد يمكن العلماء من كشف التبدلات الصغيرة جدا في الكريات الدموية التي لا يتجاوز حجمها النانو متر الواحد (جزء من المليار من المتر) وبذلك يمكن كشف ومراقبة العديد من الامراض المتعلقة بتلك الخلايا، مثل الايدز والامراض السرطانية المختلفة والاصابات الفيروسية الاخرى والملاريا.. الخ.. وقال جيورلي ان الليزر يستطيع كشف ملايين الخلايا بسرعة كبيرة، وهو ادق بكثير من المسحة الخلوية التي تجرى لكشف السرطانات التي تتطلب اخذ العينة ووضعها تحت المجهر، وفحصها الذي يأخذ وقتا طويلا، بينما الليزر يمكنه تحديد عدد الخلايا السرطانية في العينة الخلوية خلال دقائق، كما يعطي فكرة عن سرعة حركتها ونموها.
ويعمل النظام على ليزر صغير ذي طاقة عالية يعرف باسم «في سي اس اي ل» وهو مختصر لـ(Vertical- Cavity - Sarface - emitting - laser).
وهذا النظام يمكن ان يصدر آلاف الحزم الليزرية الدقيقة من جهاز لا يتجاوز الطابع البريدي في الحجم، وبسبب صغر حجم هذا الجهاز، فإن الاشعة تنعكس آلاف المرات، اذ يجري تكبير اي تبدلات غير طبيعية في الخلايا الدموية.
ويستخدم هذا النظام الجديد للتحاليل بأخذ عينة صغيرة من دم المريض لتوضع في الجهاز (Vcsel) عن طريق اقنية صغيرة الحجم، اصغر بعشر مرات من حجم شعرة الانسان، ثم يقوم الميكروسكوب الليزري بقراءة التبدلات الدموية الحاصلة عن طريق تحليل الانعكاسات الضوئية للاشعة تحت الحمراء الناتجة عن تحطم الحزم الليزرية بواسطة الكريات الدموية.
وتعتبر هذه الطريقة للتحاليل خطوة اولى لانتاج انظمة تحاليل دموية معقدة تستطيع كشف العناصر الدموية ومركباتها من خلال مسح خارجي للجسم من دون اللجوء الى سحب الدم منه. اضافة الى ذلك يمكن في المستقبل القريب مراقبة حركة الجراثيم والفيروسات في الجسم عن طريق الاجهزة الليزرية، وذلك بعد اعطاء مواد مضيئة ترتبط بتلك العناصر دون غيرها من انسجة الجسم