أخيتي أن شخصية الطفل تتشكل وهو صغير يحمل من هذه الشخصية الكثير من الصفات في مراحل عمره المتقدمة ومن خلال تربيتك تتشكل لديه الكثير من الصفات فإليك بعض الأمور التي يجب عليك أن تحرصي عليها لتنشئه نشأة طيبة :
1- أولا غاليتي عليك أن تعلميه أن دينه هو أول مرتبة في حياته قبل أي شيء حتى قبل أمه وأباه و أخوانه تعلميه أصول الولاء والبراء وعلى أي أساس يحب ويكره (فمن كان مؤمنا بالله ورسوله يسعى بالخير لهذا الدين وهذه الأمة فهو من نحب ونوالي ومن كان عدوا لله ورسوله ويؤذي المؤمنين ويعاون عليه أعدائهم فهو من نكره ونعادي ) لا تقولي أنه صغير ولن يفهم هذه الأمور بل على العكس سيفهما وسيطبقها أفضل بكثير من أنا كبار يستطيعون التميز بين الحق والباطل .
2- عليك غاليتي أن يتعلم إنكار المنكر والأمر بالمعروف وتشجعيه على ذلك وتفهميه أن ما يعتقده هو الحق إليك مثال على ذلك :
الفتاة لوالدتها : أمي صاحب باص المدرسة يشغل الأغاني ونحن ذاهبون الى المدرسة .
الأم :قولي له أن يغلقها
الفتاة : أستحي أن أفعل ذلك
الأم : لا يا ماما لا تستحي من ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يستحي بأن يأمر الناس بترك الحرام و أنت كلامك صح وليس فيه خطأ فقولي له أن لا يشغل الأغاني .
الفتاة : ماشي الحال .
في اليوم التالي وقبل ذهابها إلى المدرسة تذكرها أمها بان لا تنسى أن تقول للسائق أن لا يشغل الأغاني .
دخلت الباص وعندما شغل السائق الأغاني أتعرفون ماذا قالت له : عمو لو سمحت أغلق الأغاني فنظر إليها مبتسما متعجبا لجرأتها فقالت له : إن لم تطفئ الأغاني سأنزل من الباص وهي تقصدها........... فلم يستطع السائق إلا أن يغلق المذياع . أتعرفون كم عمر الفتاة ؟؟؟ لم تكمل السابعة من عمرها بعد .
فطفلك ينشئ على ما تربيه عليه أخيتي ............
3- عليك أن تغرسي في نفسه أن قدوته الأولى في حياته هو نبينا المصطفى عليه السلام ...عندما يتعلم ذلك سيسألك عن أي فعل سيفعله هل كان النبي يفعل ذلك ؟ وإذا مر في موقف ما سيسألك ماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المواقف وبهذا تعودينه أن يرد أي عمل سيقوم به إلى الله ورسوله أن يتحرى هل ما سيفعله حرام أم حلال .....
4- دعيه يقول رأيه بصراحة ولا تضغطي عليه يقول رأيه بصراحة ومع الأدب وليس بوقاحة فبهذا تعودينه ان لا يكون منافقا مجاملا متعوداً الكذب ولو كان رأيه لا يعجبك أو يفيدك دعيه يقوله وإلا سيخرج طفلا انطوائياً لا تعرفين من نفسيته شيء فكوني على إطلاع دائم لنفسية طفلك دعيه يعبر على ما في داخله من فرح وحزن وإعجاب وعدم إعجاب وغضب أحيانا ... هذا أفضل لك وله حتى لا يأتي يوم وتتفجئين بأنك لا تعرفين هذا الذي يقف أمامك ... لا تعرفين طفلك وهذا يعوده على أن يكون جريئا في قول الحق ما دام متعودا على أن يقول رأيه دون خوف او وجل .
5- أنت غاليتي وأباه مثله الأعلى يقلدكم في كثير من الأمور فعليك أن تحرصي أن لا يراك في موضع يكرهه الله عز وجل وتمسك بالسنن حتى يتعلمها هو وراقبي صلاته لتصحيحي له أخطائه فالصلاة هي عماد دينه ما دام محافظاً عليها مادام الخير فيه ....
6- أنشئ في نفسه حب الجهاد والمجاهدين وأن لا يخاف صوت الرصاص أو يهاب منظر الدماء حتى يكبر شجاعا قويا لا يهاب الموت بل يسعى إليه وأروي له قصص الصحابة الكرام والتابعين والشهداء المجاهدين كيف كانوا يدافعون و يذودون عن حياض الإسلام والمسلمين .
هذا ما أسعفني عقلي أن أطرحه في هذا الموضوع أسأل الله أن اكون قد أفدتك غاليتي ...
وفقك الله أخيتي ووفقنا الى ما فيه خير لأبنائنا ولأمتنا ....