في أحد الأيام احترق بيت العقرب والغابة من
حوله ،فما كان من العقرب الا أن احتال على
الخروج من بيته ذي الأنفاق والمداخل المتعددة ،
وخرج فارّاً بجلده قبل أن تقضي عليه النيران التي
كانت تُلاحقه وتُحيط به من كل صوب ..
سار العقرب طويلاً وسط ذلك التيه الذي وقع فيه وفُرض عليه ، وقد كلّت أرجله من المشي والركض
المضني ، بعد أن وصل بمسيره الضالّ الى ضفة نهر
غامر فوقف أمامه عاجزاً وسقط مغشيّاً عليه ! ...
فلما أفاق رمى ببصره الى أمام ، فرأى قبالته عصفور غاية في الجمال ، يطير فوق الماء ويرفرف
حاطاً على ضفة النهر يتلقّط رزقه ..
فبرقت عينا العقرب وتعملقت في ذاته السمّاوية
فكرة النجاة من هذه المحرقة التي استعرت عليه
وهذا التيه الذي أنهكه وشتت قواه ، بأن يعبر النهر
الى الضفة المقابلة حيث الأرض الموعودة التي سيستولي عليها ويبيض فيها ويُفرّخ !! ...
وماأسرع ماانكمش على نفسه مُتمسكناً وظهر
بمظهر الجريح العاجز وطأطأ رأسه بذلّة وانكسار
ودنى من العصفور قائلا :
ــ أي أخي وابن عمي ، أيها العصفور الطيّب الجميل ، إني أريد أن أعبر الى الضفة الأخرى لكي أصل الى أرض الله الموعودة تلك حيث الدواء والشفاء
لي ...
قال العصفور : فما يمنعك ؟ .
أجاب العقرب بصوت محزون مُتألم :
ــ إني جريح وعاجز فقد أكلتني تلك النار بل تلك المحرقة التي شبّت في بيتي ومنزلي الذي كان
، وأخاف إذا نزلتُ في خضمّ هذا النهر الغامر أن
يأخذني فيُغرقني كما هو شأنه دائما مع العابرين
المُنبتّين أمثالي .
قال العصفور بإشفاق وكرم :
ــ حسنٌ أيها العقرب لقد رحمتك وسأعينك .
صاح العقرب من فرط السرور :
ــ عظيم عظيم !! .. هيا هيا إحنِ لي رأسك العالي
حتى أصعد على رقبتك وأجلس بين جناحيك !..
فتطير بي الى تلكم الأرض أرض اللبن والعسل والتين والزيتون
والنخيل والتمر والذهب الأسود والخير والبركات !!! .
وفعل العصفور ذلك بحب وكرامة، وطار حاملا
العقرب في جو السماء ، وقطع به النهر ، وكان أن
هبط على أديم الأرض المباركة ...
ولكن ما إن اطمأنّ العصفور واقفا فوق تراب أرضه ومستقرّه ومستودعه حتى شعر بلدغة عنيفة قاتلة في عمق رقبته ، فسقط
مشلولاً بفعل السُمّ وهتف وهو يُسلم الروح قائلا :
ــ لماذا أيها العقرب ؟! .. لقد أحسنتُ اليك .. فلماذا قتلتني ؟؟!
فضحك العقرب وقال بلا مبالاة :
ــ صدقني أيها العصفور لم يكن في نيّتي أن أقتلك .. ولكن هذا هو طبعي !! .. الغدر بمن يُنافسني على هذه الأرض والتخلّص منه وإلقائه في الجحيم !!!.
حوله ،فما كان من العقرب الا أن احتال على
الخروج من بيته ذي الأنفاق والمداخل المتعددة ،
وخرج فارّاً بجلده قبل أن تقضي عليه النيران التي
كانت تُلاحقه وتُحيط به من كل صوب ..
سار العقرب طويلاً وسط ذلك التيه الذي وقع فيه وفُرض عليه ، وقد كلّت أرجله من المشي والركض
المضني ، بعد أن وصل بمسيره الضالّ الى ضفة نهر
غامر فوقف أمامه عاجزاً وسقط مغشيّاً عليه ! ...
فلما أفاق رمى ببصره الى أمام ، فرأى قبالته عصفور غاية في الجمال ، يطير فوق الماء ويرفرف
حاطاً على ضفة النهر يتلقّط رزقه ..
فبرقت عينا العقرب وتعملقت في ذاته السمّاوية
فكرة النجاة من هذه المحرقة التي استعرت عليه
وهذا التيه الذي أنهكه وشتت قواه ، بأن يعبر النهر
الى الضفة المقابلة حيث الأرض الموعودة التي سيستولي عليها ويبيض فيها ويُفرّخ !! ...
وماأسرع ماانكمش على نفسه مُتمسكناً وظهر
بمظهر الجريح العاجز وطأطأ رأسه بذلّة وانكسار
ودنى من العصفور قائلا :
ــ أي أخي وابن عمي ، أيها العصفور الطيّب الجميل ، إني أريد أن أعبر الى الضفة الأخرى لكي أصل الى أرض الله الموعودة تلك حيث الدواء والشفاء
لي ...
قال العصفور : فما يمنعك ؟ .
أجاب العقرب بصوت محزون مُتألم :
ــ إني جريح وعاجز فقد أكلتني تلك النار بل تلك المحرقة التي شبّت في بيتي ومنزلي الذي كان
، وأخاف إذا نزلتُ في خضمّ هذا النهر الغامر أن
يأخذني فيُغرقني كما هو شأنه دائما مع العابرين
المُنبتّين أمثالي .
قال العصفور بإشفاق وكرم :
ــ حسنٌ أيها العقرب لقد رحمتك وسأعينك .
صاح العقرب من فرط السرور :
ــ عظيم عظيم !! .. هيا هيا إحنِ لي رأسك العالي
حتى أصعد على رقبتك وأجلس بين جناحيك !..
فتطير بي الى تلكم الأرض أرض اللبن والعسل والتين والزيتون
والنخيل والتمر والذهب الأسود والخير والبركات !!! .
وفعل العصفور ذلك بحب وكرامة، وطار حاملا
العقرب في جو السماء ، وقطع به النهر ، وكان أن
هبط على أديم الأرض المباركة ...
ولكن ما إن اطمأنّ العصفور واقفا فوق تراب أرضه ومستقرّه ومستودعه حتى شعر بلدغة عنيفة قاتلة في عمق رقبته ، فسقط
مشلولاً بفعل السُمّ وهتف وهو يُسلم الروح قائلا :
ــ لماذا أيها العقرب ؟! .. لقد أحسنتُ اليك .. فلماذا قتلتني ؟؟!
فضحك العقرب وقال بلا مبالاة :
ــ صدقني أيها العصفور لم يكن في نيّتي أن أقتلك .. ولكن هذا هو طبعي !! .. الغدر بمن يُنافسني على هذه الأرض والتخلّص منه وإلقائه في الجحيم !!!.