يعيش المرء حياته ساعياً وراء السعادة ، بل إنه يكرس جهده و وقته لتحقيقها ، و هو من اللحظة الأولى التي تتفح فيها مداركه و بدافع فطري خلقي ، يبدأ بحثه و سعيه للوصول إليها .
فما هي هذه السعادة ؟ و ما هو السبيل للوصول إليها ؟
إن السعادة هي الطمأنينة الدائمة بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من معانٍ و بكل ما تضمانه في جنباتهن من دلالات ، فالمرء لا يصل إلى السعادة إلا إذا كان مطمئنا في حياته ، فيستقر سلوكه و يشعر بالراحة النفسية و الرضى . و لا يصل المرء للسعادة بمجرد إشباع رغبة أو نزوة أو بمجرد طمأنينة تأتي و تذهب بسرعة البرق ، بل المرء حتى يشعر بالسعادة يحتاج إلى طمأنية تدوم ، فاشباع الرغبة ينقضي و تنقضي معه طمأنينته و سرعان ما يشعر المرء بالحاجة لإشباع رغبة أخرى و نفس الإنسان طماعة و لا يملأ عين و فم أبن آدم الإ التراب ، و لقد أخبرنا نبينا محمد عن طبيعة هذه النفس عندما قال (لو كان لابن آدم واد من ذهب لتمنى أن يكون له آخر) أو كما قال عليه السلام، و هذه الطبيعة البشرية لا شك ترهق صاحبها و تجعله يلهث وراء إشباع نهمه و جشعه و رغباته التي لا تنتهي و هو يظن في كل مرة أنه إذا أشبع واحدة انقضى الأمر و استقر الحال ، و لكن سرعان ما يزداد الوضع تعقيدا و تزداد النفس قلقا و السلوك اضطراباً ،و ذلك بتجدد هذه الرغبات و إلحاحها و طلبها للإشباع مع ما يصاحب هذا الإشباع من تساؤلات تشغل فكر المرء ، ألهذا خلقت ؟ و ماذا بعد ؟و إلى أين المصير ؟ و لقد تبنى المبدأ الرأسمالي فكرة إشباع الرغبات و الحاجات و نيل أكبر قسط من الممتع الجسدية باعتبارها الطريق للوصول إلى السعادة ، و ما قدمناه و ما نراه في حياة الغرب اليوم خير دليل و خير شاهد على بطلان و فشل هذه النظرية .
فكيف يصل المرء لهذه الطمأنينة الدائمة ؟ إن المرء ليحتاج الى ما ما يرضي نهمه و عقله لتستقر نفسه و تشعر بالطمأنينة الدائمة ، و قبل هذا و ذاك هو بحاجة إلى الإجابة على التساؤلات الفطرية التي تسبب له القلق و الإضطراب منذ بداية اداركه و نمو عقله ، و هي ، هذه التساؤلات ، أكبر معيق إن لم تلق إجابات ، تمنع الوصول للسعادة ، فماذا يهم المرء أن يأكل أو يتمتع أو يتملك دون أن يعي سبب وجوده في هذا الكون و دون أن يدرك غايته في هذه الحياة و دون أن يعلم ما هو مصيره ، لذلك كان واجبا على كل مرء أن يبحث عن الحل الصحيح لهذه التساؤلات حتى يتمكن من معرفة الطريق الموصل للسعادة .و لقد قدم الإسلام بأدلة و حجج عقلية حلاً لهذه التسؤلات ، حلا يقنع العقل و يوافق الفطرة فيملأ القلب طمأنينة ، و لقد جعل الإسلام السعي لنوال رضى الله هو الطريق الأوحد للوصول إلى السعادة ، فالمسلم لا ينظر إلى هذه الحياة سوى أنها معبر إلى الحياة الدائمة و الحقيقية (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ، لذلك فالمسافر لا ينشغل عن سفره بملهيات تقف بينه و بين هدفه الذي يسعى إليه ، بل يكتفي بالحصول على الحد الأدنى من متطلبات السفر دون أن تشغله عن همه و غايته و سفره ، و لتكريس هذا المعنى يقول الرسول (من بات آمنا في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما زويت له الدنيا ) و هذا ما يحمل المسلم على الزهد بمتاع الدنيا برغم وجود الرغبة و الحاجة لها ، و شعور الرغبة و الحاجة هذا سرعان ما يتلاشى بالشعور بأنه قاب قوسين أو أدني من إدراك مرضاة الله التي تقود إلى الجنة و التي فيها ما لا عين رأت و ما لا أذن سمعت و ملا خطر على قلب بشر ، و هو بلا شك أعظم من متاع هذه الدنيا ، فترى المسلم يعيش مع هذا الشعور الذي يملأ قلبه طمأنينة و إستقراراً برغم من أنه لم ينل متاع الآخرة بعد و لكنه قد وعد بها ممن وعده حق فهي حاصلة لا محالة.
إلا أن شعور المسلم بالطمأنينة الدائمة لا يعني عدم ظهور عوارض الفرح أو الحزن أو الغضب عليه ، فهي عوارض يمر بها المرء و لا تؤثر على طمأنينة المسلم الدائمة ، فالمسلم و إن شح رزقه أو ضاق سبيله أو واجه أعداء أو تعرض لمصيبة أو فتنة ، أو غضب أو حزن أو بكى ، يبقى مطمئن القلب دون أن تؤثر هذه العوارض على اطمئنانه فهو يتجسد فيه قول الحق سبحانه (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) و هؤلاء حق لهم ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ).
فما هي هذه السعادة ؟ و ما هو السبيل للوصول إليها ؟
إن السعادة هي الطمأنينة الدائمة بكل ما تحمله هاتان الكلمتان من معانٍ و بكل ما تضمانه في جنباتهن من دلالات ، فالمرء لا يصل إلى السعادة إلا إذا كان مطمئنا في حياته ، فيستقر سلوكه و يشعر بالراحة النفسية و الرضى . و لا يصل المرء للسعادة بمجرد إشباع رغبة أو نزوة أو بمجرد طمأنينة تأتي و تذهب بسرعة البرق ، بل المرء حتى يشعر بالسعادة يحتاج إلى طمأنية تدوم ، فاشباع الرغبة ينقضي و تنقضي معه طمأنينته و سرعان ما يشعر المرء بالحاجة لإشباع رغبة أخرى و نفس الإنسان طماعة و لا يملأ عين و فم أبن آدم الإ التراب ، و لقد أخبرنا نبينا محمد عن طبيعة هذه النفس عندما قال (لو كان لابن آدم واد من ذهب لتمنى أن يكون له آخر) أو كما قال عليه السلام، و هذه الطبيعة البشرية لا شك ترهق صاحبها و تجعله يلهث وراء إشباع نهمه و جشعه و رغباته التي لا تنتهي و هو يظن في كل مرة أنه إذا أشبع واحدة انقضى الأمر و استقر الحال ، و لكن سرعان ما يزداد الوضع تعقيدا و تزداد النفس قلقا و السلوك اضطراباً ،و ذلك بتجدد هذه الرغبات و إلحاحها و طلبها للإشباع مع ما يصاحب هذا الإشباع من تساؤلات تشغل فكر المرء ، ألهذا خلقت ؟ و ماذا بعد ؟و إلى أين المصير ؟ و لقد تبنى المبدأ الرأسمالي فكرة إشباع الرغبات و الحاجات و نيل أكبر قسط من الممتع الجسدية باعتبارها الطريق للوصول إلى السعادة ، و ما قدمناه و ما نراه في حياة الغرب اليوم خير دليل و خير شاهد على بطلان و فشل هذه النظرية .
فكيف يصل المرء لهذه الطمأنينة الدائمة ؟ إن المرء ليحتاج الى ما ما يرضي نهمه و عقله لتستقر نفسه و تشعر بالطمأنينة الدائمة ، و قبل هذا و ذاك هو بحاجة إلى الإجابة على التساؤلات الفطرية التي تسبب له القلق و الإضطراب منذ بداية اداركه و نمو عقله ، و هي ، هذه التساؤلات ، أكبر معيق إن لم تلق إجابات ، تمنع الوصول للسعادة ، فماذا يهم المرء أن يأكل أو يتمتع أو يتملك دون أن يعي سبب وجوده في هذا الكون و دون أن يدرك غايته في هذه الحياة و دون أن يعلم ما هو مصيره ، لذلك كان واجبا على كل مرء أن يبحث عن الحل الصحيح لهذه التساؤلات حتى يتمكن من معرفة الطريق الموصل للسعادة .و لقد قدم الإسلام بأدلة و حجج عقلية حلاً لهذه التسؤلات ، حلا يقنع العقل و يوافق الفطرة فيملأ القلب طمأنينة ، و لقد جعل الإسلام السعي لنوال رضى الله هو الطريق الأوحد للوصول إلى السعادة ، فالمسلم لا ينظر إلى هذه الحياة سوى أنها معبر إلى الحياة الدائمة و الحقيقية (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) ، لذلك فالمسافر لا ينشغل عن سفره بملهيات تقف بينه و بين هدفه الذي يسعى إليه ، بل يكتفي بالحصول على الحد الأدنى من متطلبات السفر دون أن تشغله عن همه و غايته و سفره ، و لتكريس هذا المعنى يقول الرسول (من بات آمنا في سربه معافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما زويت له الدنيا ) و هذا ما يحمل المسلم على الزهد بمتاع الدنيا برغم وجود الرغبة و الحاجة لها ، و شعور الرغبة و الحاجة هذا سرعان ما يتلاشى بالشعور بأنه قاب قوسين أو أدني من إدراك مرضاة الله التي تقود إلى الجنة و التي فيها ما لا عين رأت و ما لا أذن سمعت و ملا خطر على قلب بشر ، و هو بلا شك أعظم من متاع هذه الدنيا ، فترى المسلم يعيش مع هذا الشعور الذي يملأ قلبه طمأنينة و إستقراراً برغم من أنه لم ينل متاع الآخرة بعد و لكنه قد وعد بها ممن وعده حق فهي حاصلة لا محالة.
إلا أن شعور المسلم بالطمأنينة الدائمة لا يعني عدم ظهور عوارض الفرح أو الحزن أو الغضب عليه ، فهي عوارض يمر بها المرء و لا تؤثر على طمأنينة المسلم الدائمة ، فالمسلم و إن شح رزقه أو ضاق سبيله أو واجه أعداء أو تعرض لمصيبة أو فتنة ، أو غضب أو حزن أو بكى ، يبقى مطمئن القلب دون أن تؤثر هذه العوارض على اطمئنانه فهو يتجسد فيه قول الحق سبحانه (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) و هؤلاء حق لهم ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ).