و الظاهر ان الحفلين ممزوجان بألوان موسيقية، على اعتبار أنهما جمعا بين صوت الإحساس وعنفوان الشباب، في تناغم يرقى إلى خلق مناخ ثقافي فني حضاري.
لدى كان متوقعا النجاح الكبير لهاتين الحفلتين لكن العكس هو ما حصل اذ أُصيب منظّمون بخيبة أمل كبيرة، وهم يعيشون صدمة مادية ومعنوية جرّاء الإقبال الضعيف على الحفلين المنفصلين، وقدّر عدد الج[size=12][/size]مهور الذي تابع حفل إليسا بأقل من 800 شخص، في حين حظي تامر حسني بالألفي متفرّج، دون الحديث عن انطلاق الحفلين متأخّرين بأكثر من ثلاث ساعات عن التوقيت المحدّد لهما.
كان المنظّمون يعوّلون على جذب أكثر من 10 آلاف متفرّج، في وقت حدّدت فيه أثمان تذاكر الدخول بـ 100 و200 و300 و400 درهم (12 ـ 48 دولاراً أميركياً).
وتردّد أن تأخّر حفل النجمة إليسا، الذي كان من المنتظر أن يبدأ قرابة الساعة الثامنة، إلى الساعة 11 ليلاً، كان بسبب رفض إليسا الإلتحاق بملعب الحارثي، الذي احتضن الحفلين، واشتراطها تسلّم ما تبقّى من أجرها قبل بدء حفلتها.
وبعد أخذ ورد، وتدخل بعض المسؤولين الأمنيين، والكاتب العام لولاية جهة مراكش، توصلت إليسا بالمبلغ المذكور، وتوجهت إلى ملعب الحارثي تحت حراسة أمنية مشددة، في حدود الحادية عشرة ليلا، وأحيت السهرة الفنية لمدة ساعة، في الوقت الذي نقل فيه منظم الحفل، من جنسية مصرية، في حالة مستعجلة إلى قسم الإنعاش بإحدى المصحات الطبية الخاصة، بعد إصابته بإغماء، بسبب مرض القصور الكلوي الذي يعانيه، نتيجة صدمته القوية وغير المنتظرة، التي تعرض لها جراء العزوف الجماهيري عن الحفل المذكور، الذي لم يتجاوز ألفا و500 متفرج، بسبب افتقاده إلى التجربة والخبرة في تنظيم مثل هذه السهرات الفنية.
و يذكر أن الشركة الفنية المنظمة في ملكية مصري مقيم بالمغرب، استوحى فكرة إقامة الحفلات الفنية بمراكش من طبيعتها الساحرة، فأرادها أن تكون قبلة تستقطب ألمع نجوم الغناء، بشكل يساهم في انتعاش الميدان السياحي.
وعبرت مجموعة من العناصر الأمنية عن استيائها العميق، وتذمرها من سوء التنظيم، بسبب المشاكل التي تسبب فيها منظم الحفل، بعد عجزه عن الوفاء بالتزاماته المادية تجاه الفنانة اللبنانية إليسا والفنان المصري تامر حسني، اللذين جرى التعاقد معهما لإحياء حفلين فنيين بمدينة مراكش.
ولم يستسغ بعض المراكشيين الطريقة التي تعاملت بها النجمة اللبنانية مع محبّيها، ومع الحفل الذي أحيته، حيث وصفها البعض بالمتعالية، إذ رفضت السماح بالإقتراب منها أو أخذ صور معها. كما أنها أحيت حفلها وهي تلبس سروالاً من الجينز وقميصاً أزرق اللون، في وقت كان ينتظر منها أن تخرج إلى جمهورها، بلباس باذخ، يليق بها وبجمهورها.
وعلى عكس التعالي الذي أبدته الفنانة إليسا، حظي الفنان المصري تامر حسني،الذي يزور المغرب لاول بالاستقبال الكبير من طرف المعجبين والمعجبات منذ وصوله إلى مدينة مراكش، إذ شهد الفندق الذي كان يقيم فيه الفنان المصري، توافد مجموعة من المعجبين يحملون الهدايا الرمزية ويرددون أغانيه أمام باب الفندق.
ليفاجأوا بهذا الأخير يرد عليهم التحية من شرفة الغرفة التي يقيم فيها، ثم يقرر النزول لمقابلتهم دون حراس الأمن الخاص المكلفين بحمايته، بعد توقفهم هم كذلك عن العمل احتجاجا على عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية، ما جعل المعجبين والمعجبات يتسابقون ويتجمهرون حوله لتقبيله وأخذ صور تذكارية معه، في حين تعرضت بعض الشابات اللواتي لم يتمكن من مقابلته لحالات إغماء.
وقد قدّر المراكشيون للفنان المصري رحابة صدره والطريقة الراقية التي تعامل بها معهم، سواء بقبول أخذ صور إلى جانبهم أو التوقيع على الأوتوغرافات أو فتح نقاشات جانبية معهم.
وشهد الحفل الفني، الذي أحياه مطرب الشباب المصري، إقبالا جماهيريا منقطع النظير، من طرف مجموعة كبيرة من المعجبات والمعجبين الشباب، الذين توافدوا من مختلف المدن المغربية على ملعب الحارثي منذ السابعة والنصف من مساء اليوم ذاته، مما تسبب في الازدحام والتدافع وحدوث حالات إغماء وسط مجموعة من المعجبات.
كواليس الحفلين
تذمر
قرر عدد من المتفرجين، الذين حضروا لمتابعة الحفل الفني الذي أحيته المغنية اللبنانية إليسا، مغادرة ملعب الحارثي الذي احتضن الحفل بعد تأخر الفنانة عن موعد وصولها لإحياء السهرة
تذاكر
شهدت نقط بيع تذاكر السهرة الفنية التي أحياها المصري، تامر حسني، إقبالا جماهيريا كبيرا، وانتظر المتفرجون أزيد من ثلاث ساعات أمام ملعب الحارثي، قبل أن يسمح لهم بالولوج إلى السهرة.
'حراكة'
اضطر عدد من المتفرجين، الذين عجزوا عن اقتناء تذاكر دخول سهرة الفنان المصري إلى الانسلال إلى ملعب الحارثي عبر أسطح المنازل المجاورة، ومركز الاستقبال التابع لمندوبية وزارة الشباب والرياضة المحاذي للملعب.
دملج
لم تتمكن إحدى المعجبات القادمة من مدينة الدارالبيضاء، من تقديم هدية عبارة عن دملج للفنانة اللبنانية إليسا خلال السهرة التي أحيتها، لتضطر إليسا، أمام إصرارالمعجبة في ملاحقتها وانتظارها بالفندق، الذي كانت تقيم به، تقبل الهدية وأخذ صورة تذكارية معها.
معجبات
تلقى المغني المصري، تامر حسني، أثناء إحيائه السهرة الفنية التي دامت أزيد من ساعتين باقات من الورود والهدايا من طرف المعجبين والمعجبات، الذين اخترق بعضهم الحاجز الأمني، وصعدوا إلى المنصة واستطاعوا تقبيله.
'أحبك يا تامر'
لقيت كل الأغاني التي أحياها الفنان المصري تامر تفاعلا قويا من طرف الجمهور، الذي تجاوز 8 آلاف متفرج، ولوحظ مجموعة من المعجبين بأقمصة مكتوب عليها "أحبك يا تامر"، في الوقت الذي اضطرت بعض المعجبات إلى تدوين اسمه في أذرعهن.
معاق
أصر تامر حسني أثناء إحيائه السهرة على ضرورة إحضار معاق جسديا مقعد على كرسي متحرك إلى جانبه، بعد مشاهدته يردد أغانيه وسط المتفرجين، ولقيت هذه المبادرة الإنسانية استحسانا كبيرا من طرف الجمهور.
تشجيع
لقي الفنان الشاب المغربي حاتم عمور دعما قويا من طرف المغني المصري، تامر حسني، الذي تشبث بحمل العلم المغربي، وشجعه على أداء أغنية من أغانيه، وطلب من الجمهور مساعدته في تجربته الفنية.
تهديد
هدد وكيل أعمال الفنان المصري، حسني تامر، بمقاطعة الحفل، لعدم توصله بقيمة 45 ألف دولار المتبقية من المبلغ المالي المتفق عليه مع اللجنة المنظمة والمحدد إجمالا في 85 ألف دولار، مما دفع المشرفين على التنظيم إلى التفاوض معه والوصول إلى حل يرضي الطرفين .
تأجير
اضطرت إليسا إلى استئجار سيارتين من مالها الخاص للقيام بجولة استطلاعية لساحة جامع الفناء والمآثر التاريخية التي تزخر بها المدينة، بعد سحب السيارات المخصصة لإليسا رفقة الوفد المرافق لها من طرف اللجنة المنظمة.