[size=24]((الاستعداد الروحي ))
تبدأ الاستعدادات لرمضان في مصر في منتصف شهر شعبان تقريبا، ''فمعروف عن الشعب المصري انه يكثر الصيام في شهر شعبان،
و حتى في رجب، يفضل المصريون صيام بعض الأيام اقتداء بالرسول الكريم وتدريبا للنفس على استقبال الشهر الفضيل.
وهكذا يصوم الجميع كل اثنين وخميس، وكافة الأيام الأخرى التي يستحب فيها الصيام'
((الاستعدادات المادية الأخرى.))
حيث يتم تزيين الشوارع والحارات بالتريات والأعلام والبيارق الورقية منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان،
بحيث تشهد الأحياء والأزقة في مصر ظاهرة جميلة، تتلخص في ربط الحبال بين البيوت المتقابلة، تعلق عليه الرايات والفوانيس المشهورة في مصر.
((فوانيس رمضان))
فوانيس رمضان أنّها عُرفت مع بداية العصر الفاطمي في مصر، ففي يوم 15 من رمضان سنة 362 هجريّة =972 م
وصل المُعزّ لدين الله إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته، وخرج سكانها لاستقباله عند صحراء الجيزة ومعهم الفوانيس الملونة،
حتى وصل إلى قصر الخلافة، ومن يومها صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال برمضان.
وهناك قصة أخرى تقول: في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي كان مُحرَّمًا على نساء القاهرة الخروج ليلاً فإذا جاء رمضان سُمِحَ لهن بالخروج،
بشرط أن يتقدّم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوسًا مضاءً، ليعلم المارة في الطرقات أنّ إحدى النساء تَمُرُّ، فيُفسحوا لها الطريق،
وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس في رمضان "
((رمضان كريم))
ان المصريين يستعملون خلال شهر رمضان غالبا جملة ''رمضان كريم''، التي لها معنيان بصفة عامة: المعنى الأول
مرتبط بالكرم الإلهي الذي يغمر المصريين والمسلمين في هذا الشهر، بحيث تغفر الذنوب وتكفر الخطايا، والمعنى الثاني يتعلق بـ ''المائدة المصرية''
التي تمتلئ بفضل الله بكافة أنواع المأكولات، كل حسب طاقته الشرائية. وتحاول العائلات المصرية في هذا الصدد أن تخزن ما تأكله لمدة أسبوع تقريبا،
حتى ينعم الجميع ببركات هذا الشهر العظيم إن على مستوى الروح أو على مستوى ''المعدة''،
ونتيجة لذلك تعرف الأسواق المصرية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين،
الذين يسعون إلى شراء المواد العادية التي تستهلك في رمضان، إلى جانب شراء المواد الأخرى التي تعد بها
أصناف الأكل الخاصة بالشهر الكريم، مثل البلح والتمر، والياميش وقمر الدين..
((في مصر.. مدفع الإفطار عمره 560 عامًا))
"مدفع الإفطار.. اضرب"! "مدفع الإمساك.. اضرب"!.. مع هذه الكلمات التي يسمعها المسلمون بعد غروب شمس
وقبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان يتناول المسلمون إفطارهم، ويمسكون عن تناول السحور منذ 560 عامًا. الكثيرون
لا يعرفون متى بدأ هذا التقليد، ولا قصة استخدام هذا المدفع، وهناك العديد من القصص التي تُروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية
التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى مثل الإمارات والكويت. وحتى علماء الآثار المصريون مختلفون
حول بداية تاريخ استخدام هذا المدفع، فبعضهم يرجعه إلى عام 859 هجرية، وبعضهم الآخر يرجعه إلى ما بعد ذلك بعشرات السنين،
وبالتحديد خلال حكم محمد علي الكبير.
فمن الروايات المشهورة أن والي مصر "محمد علي الكبير" كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء
جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت
المدفع مدويًّا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة،
فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور،
فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
ورواية أخرى عن المدفع، والتي ارتبط بها اسمه: "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام "859" هجرية. ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر
والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في
وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق
بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه،
والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة"
التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن؛
إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.
وتقول رواية أخرى مفادها أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان
بعد إطلاق المدفع، فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي.
وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859م ميلادية، بيد أن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة،
وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الفشنك" غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية.
أيضًا كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة؛ ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء
في منطقة الدرَّاسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر.
وقد تغيّر المدفع الذي يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، بيد أن اسمه "الحاجة فاطمة"
لم يتغير، فقد كان المدفع الأول إنجليزيًّا، ثم تحول إلى ألماني ماركة كروب، ومؤخرًا أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من
خمسة أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعه كل سكانها، لكن أدى اتساع وكبر حجم العمران وكثرة السكان وظهور الإذاعة والتليفزيون
إلى الاستغناء تدريجيًّا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون.
وقد أدى توقف المدفع في بعض الأعوام عن الإطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له في الإذاعة إلى إهمال
عمل المدفع حتى عام 1983م عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، ومن فوق قلعة صلاح الدين
الأثرية جنوب القاهرة، بيد أن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع قد أدى لنقله
من مكانه، خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة.
ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية،
ويقوم على خدمة "الحاجة فاطمة" أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك
((الافطار))
الإفطار في اليوم الأول من رمضان، تجتمع العائلةالموزعة على مختلف المناطق أو المدن في مصر تجتمع في منزل الأسرة الأم -ضرورة-
للإفطار جماعة، والإبقاء على خاصية التجمع العائلي داخل الشهر المعظم. وبعد الآذان مباشرة يشرب عصير ''قمر الدين''،
أو مشروع ''خُشَافُ رمضان'' وهذا المشروب الأخير، عبارة عن خليط مكون من تمر وزبيب وتين وبلح، مغلي في الحليب يقدم كمشروب لإنهاء
يوم كامل من الصيام. بعد ذلك يؤدي الجميع صلاة المغرب، ليعودوا مباشرة إلى المائدة حيث تنتظرهم وجبة دسمة كاملة،
تجمع بين مكونات فطور وغذاء في الأيام العادية، ذلك أنك تجد جميع أصناف الأكل موضوعة على المائدة،
من لحم وسمك وخضر وغير ذلك من المأكولات التي لا تتناول عادة إلا في وجبتي الغذاء والعشاء.
وبصفة عامة، لا توجد هناك أصناف خاصة برمضان على مستوى الأكلات الدسمة، لكن بالنسبة للحلويات هناك أنواع خاصة بالشهر
الفضيل مثل ''الكنافة'' التي تعد من الأطباق الشهية التي تعد في رمضان، بحيث تجد فرنا خاصا في كل شارع تقريبا توضع فيه
''المادة الخام'' لصنع الكنافة على شكل خطوط دائرية فوق صفيحته الحديدية، حيث تنضج الكنافة على نار هادئة، وتصبح
منتوجا ذا مذاق حلو قابل للاستهلاك. وإلى جانب الكنافة، هناك ''البسبوسة''، وهناك بعض الحلويات الأخرى المميزة لشهر رمضان الكريم في مصر.
((صلاة التراويح))
بالرغم من أن صلاة التراويح في مصر أصبحت ظاهرة عادية أن ترى جميع المساجد عامرة بالمصلين حتى
يخرج العشرات إلى الشوارع للصلاة، إلا أن مسجد عمرو بن العاص أكبر وأول مسجد بني في مصر يظل أكثر المساجد
حظًا في عدد المصلين والذين يصل عددهم ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من رمضان إلى ما يقرب من نصف مليون مسلم
من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، بل إن الكثيرين منهم من خارج مدينة القاهرة أتوا من المحافظات أو من أبناء
الدول العربية والإسلامية حرصوا على صلاة التراويح، ويكون المشهد رائعًا عندما يمتلئ المسجد عن آخره، وتمتلئ الشوارع
والأزقة والميادين المحيطة بالمسجد في تظاهرة جميلة أثناء تأدية إحدى شعائر المسلمين..
الجميع فيها ينتظر رحمة من ربه، وتجاوزًا عن سيئاته ونصرًا لأمته.
((السحور...))
كما هي عاده المجتمع المصري ....تجتمع العائله
على مائده السحور الذي غالبا مايكون خفيفا ...
فماأجمل رمضان في مصر الجو الروحاني والتعاطف والتراحم الاسري فيه يغمرك بشكل يخفف معه تعب الصيام .....
فهنيئا لهم وصوما مقبولا ان شاء الله .... [/size]
تبدأ الاستعدادات لرمضان في مصر في منتصف شهر شعبان تقريبا، ''فمعروف عن الشعب المصري انه يكثر الصيام في شهر شعبان،
و حتى في رجب، يفضل المصريون صيام بعض الأيام اقتداء بالرسول الكريم وتدريبا للنفس على استقبال الشهر الفضيل.
وهكذا يصوم الجميع كل اثنين وخميس، وكافة الأيام الأخرى التي يستحب فيها الصيام'
((الاستعدادات المادية الأخرى.))
حيث يتم تزيين الشوارع والحارات بالتريات والأعلام والبيارق الورقية منذ الأسبوع الأخير من شهر شعبان،
بحيث تشهد الأحياء والأزقة في مصر ظاهرة جميلة، تتلخص في ربط الحبال بين البيوت المتقابلة، تعلق عليه الرايات والفوانيس المشهورة في مصر.
((فوانيس رمضان))
فوانيس رمضان أنّها عُرفت مع بداية العصر الفاطمي في مصر، ففي يوم 15 من رمضان سنة 362 هجريّة =972 م
وصل المُعزّ لدين الله إلى مشارف القاهرة ليتخذها عاصمة لدولته، وخرج سكانها لاستقباله عند صحراء الجيزة ومعهم الفوانيس الملونة،
حتى وصل إلى قصر الخلافة، ومن يومها صارت الفوانيس من مظاهر الاحتفال برمضان.
وهناك قصة أخرى تقول: في عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي كان مُحرَّمًا على نساء القاهرة الخروج ليلاً فإذا جاء رمضان سُمِحَ لهن بالخروج،
بشرط أن يتقدّم السيدة أو الفتاة صبي صغير يحمل في يده فانوسًا مضاءً، ليعلم المارة في الطرقات أنّ إحدى النساء تَمُرُّ، فيُفسحوا لها الطريق،
وبعد ذلك اعتاد الأولاد حمل هذه الفوانيس في رمضان "
((رمضان كريم))
ان المصريين يستعملون خلال شهر رمضان غالبا جملة ''رمضان كريم''، التي لها معنيان بصفة عامة: المعنى الأول
مرتبط بالكرم الإلهي الذي يغمر المصريين والمسلمين في هذا الشهر، بحيث تغفر الذنوب وتكفر الخطايا، والمعنى الثاني يتعلق بـ ''المائدة المصرية''
التي تمتلئ بفضل الله بكافة أنواع المأكولات، كل حسب طاقته الشرائية. وتحاول العائلات المصرية في هذا الصدد أن تخزن ما تأكله لمدة أسبوع تقريبا،
حتى ينعم الجميع ببركات هذا الشهر العظيم إن على مستوى الروح أو على مستوى ''المعدة''،
ونتيجة لذلك تعرف الأسواق المصرية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين،
الذين يسعون إلى شراء المواد العادية التي تستهلك في رمضان، إلى جانب شراء المواد الأخرى التي تعد بها
أصناف الأكل الخاصة بالشهر الكريم، مثل البلح والتمر، والياميش وقمر الدين..
((في مصر.. مدفع الإفطار عمره 560 عامًا))
"مدفع الإفطار.. اضرب"! "مدفع الإمساك.. اضرب"!.. مع هذه الكلمات التي يسمعها المسلمون بعد غروب شمس
وقبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان يتناول المسلمون إفطارهم، ويمسكون عن تناول السحور منذ 560 عامًا. الكثيرون
لا يعرفون متى بدأ هذا التقليد، ولا قصة استخدام هذا المدفع، وهناك العديد من القصص التي تُروى حول موعد بداية هذه العادة الرمضانية
التي أحبها المصريون وارتبطوا بها، ونقلوها لعدة دول عربية أخرى مثل الإمارات والكويت. وحتى علماء الآثار المصريون مختلفون
حول بداية تاريخ استخدام هذا المدفع، فبعضهم يرجعه إلى عام 859 هجرية، وبعضهم الآخر يرجعه إلى ما بعد ذلك بعشرات السنين،
وبالتحديد خلال حكم محمد علي الكبير.
فمن الروايات المشهورة أن والي مصر "محمد علي الكبير" كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء
جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت
المدفع مدويًّا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة،
فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور،
فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
ورواية أخرى عن المدفع، والتي ارتبط بها اسمه: "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام "859" هجرية. ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر
والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في
وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق
بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه،
والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة"
التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن؛
إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.
وتقول رواية أخرى مفادها أن أعيان وعلماء وأئمة مساجد ذهبوا بعد إطلاق المدفع لأول مرة لتهنئة الوالي بشهر رمضان
بعد إطلاق المدفع، فأبقى عليه الوالي بعد ذلك كتقليد شعبي.
وقد استمر المدفع يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859م ميلادية، بيد أن امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة،
وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة "الفشنك" غير الحقيقية، أدى إلى الاستغناء عن الذخيرة الحية.
أيضًا كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مباني القلعة الشهيرة؛ ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء
في منطقة الدرَّاسة القريبة من الأزهر الشريف، ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر.
وقد تغيّر المدفع الذي يطلق قذيفة الإعلان عن موعد الإفطار أو الإمساك عدة مرات، بيد أن اسمه "الحاجة فاطمة"
لم يتغير، فقد كان المدفع الأول إنجليزيًّا، ثم تحول إلى ألماني ماركة كروب، ومؤخرًا أصبحت تطلق خمسة مدافع مرة واحدة من
خمسة أماكن مختلفة بالقاهرة، حتى يسمعه كل سكانها، لكن أدى اتساع وكبر حجم العمران وكثرة السكان وظهور الإذاعة والتليفزيون
إلى الاستغناء تدريجيًّا عن مدافع القاهرة، والاكتفاء بمدفع واحد يتم سماع طلقاته من الإذاعة أو التليفزيون.
وقد أدى توقف المدفع في بعض الأعوام عن الإطلاق بسبب الحروب واستمرار إذاعة تسجيل له في الإذاعة إلى إهمال
عمل المدفع حتى عام 1983م عندما صدر قرار من وزير الداخلية بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى، ومن فوق قلعة صلاح الدين
الأثرية جنوب القاهرة، بيد أن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع قد أدى لنقله
من مكانه، خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة.
ويستقر المدفع الآن فوق هضبة المقطم، وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية،
ويقوم على خدمة "الحاجة فاطمة" أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك
((الافطار))
الإفطار في اليوم الأول من رمضان، تجتمع العائلةالموزعة على مختلف المناطق أو المدن في مصر تجتمع في منزل الأسرة الأم -ضرورة-
للإفطار جماعة، والإبقاء على خاصية التجمع العائلي داخل الشهر المعظم. وبعد الآذان مباشرة يشرب عصير ''قمر الدين''،
أو مشروع ''خُشَافُ رمضان'' وهذا المشروب الأخير، عبارة عن خليط مكون من تمر وزبيب وتين وبلح، مغلي في الحليب يقدم كمشروب لإنهاء
يوم كامل من الصيام. بعد ذلك يؤدي الجميع صلاة المغرب، ليعودوا مباشرة إلى المائدة حيث تنتظرهم وجبة دسمة كاملة،
تجمع بين مكونات فطور وغذاء في الأيام العادية، ذلك أنك تجد جميع أصناف الأكل موضوعة على المائدة،
من لحم وسمك وخضر وغير ذلك من المأكولات التي لا تتناول عادة إلا في وجبتي الغذاء والعشاء.
وبصفة عامة، لا توجد هناك أصناف خاصة برمضان على مستوى الأكلات الدسمة، لكن بالنسبة للحلويات هناك أنواع خاصة بالشهر
الفضيل مثل ''الكنافة'' التي تعد من الأطباق الشهية التي تعد في رمضان، بحيث تجد فرنا خاصا في كل شارع تقريبا توضع فيه
''المادة الخام'' لصنع الكنافة على شكل خطوط دائرية فوق صفيحته الحديدية، حيث تنضج الكنافة على نار هادئة، وتصبح
منتوجا ذا مذاق حلو قابل للاستهلاك. وإلى جانب الكنافة، هناك ''البسبوسة''، وهناك بعض الحلويات الأخرى المميزة لشهر رمضان الكريم في مصر.
((صلاة التراويح))
بالرغم من أن صلاة التراويح في مصر أصبحت ظاهرة عادية أن ترى جميع المساجد عامرة بالمصلين حتى
يخرج العشرات إلى الشوارع للصلاة، إلا أن مسجد عمرو بن العاص أكبر وأول مسجد بني في مصر يظل أكثر المساجد
حظًا في عدد المصلين والذين يصل عددهم ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين من رمضان إلى ما يقرب من نصف مليون مسلم
من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، بل إن الكثيرين منهم من خارج مدينة القاهرة أتوا من المحافظات أو من أبناء
الدول العربية والإسلامية حرصوا على صلاة التراويح، ويكون المشهد رائعًا عندما يمتلئ المسجد عن آخره، وتمتلئ الشوارع
والأزقة والميادين المحيطة بالمسجد في تظاهرة جميلة أثناء تأدية إحدى شعائر المسلمين..
الجميع فيها ينتظر رحمة من ربه، وتجاوزًا عن سيئاته ونصرًا لأمته.
((السحور...))
كما هي عاده المجتمع المصري ....تجتمع العائله
على مائده السحور الذي غالبا مايكون خفيفا ...
فماأجمل رمضان في مصر الجو الروحاني والتعاطف والتراحم الاسري فيه يغمرك بشكل يخفف معه تعب الصيام .....
فهنيئا لهم وصوما مقبولا ان شاء الله .... [/size]