فى عصر الانفتاح الذى نعيشه فى مجالات الإعلام والمعلومات والاتصالات والتكنولوجيا.. بدأ البيت يفقد دوره.. والمدرسة تراجعت أساليب التربية فيها.. والأبناء لم يعودوا يسألون آباءهم وربما فقدوا إحساسهم بالعائلة وقيمتها وتكرست فى نفوسهم الأنانية.. فلا وقت عندهم للتأمل والتخيل وتحمل المسئولية.. فما العمل؟
سؤال يطرق أبواب كل بيت.. حدد خبراء التربية بعض الأمور التي يتعين على كل أب وكل أم الوعى بها، وهي:
1- الأبناء لم يعودوا يسألون أمهاتهم وآباءهم: في الوقت الحاضر أصبحت هناك فجوة بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، فالأبناء لا يلجئون إلى ذويهم لسؤالهم عن أي قضية ولا يطلبون رأيهم في حل أي مشكلة..
ولو احتاج الابن الرأى والمشورة فى أى مسألة فإنه يلجأ إلى الأصدقاء أو الوسائل الأخرى خاصة شبكة المعلومات (الإنترنت). وقد أجرى بعض الباحثين دراسة على عدد من الأولاد والبنات تتراوح أعمارهم ما بين 9 و 12 عاماً. فتبين لهم أن 90% من الأبناء يبحرون فى الشبكة للحصول على المعلومات التى يريدونها، ومعها أصبحت حاجة الأبناء إلى ذويهم فى هذه المسألة شبه معدومة وهذا بدوره يعزز الفجوة بين الابن ووالديه.
2- افتقار مكتبة البيت إلى قصص قصيرة ذات قيمة:
مع تسارع الزمن أصبح من شبه المستحيل أن تجد شاباً أو فتاة فى سن المراهقة ويحمل كتاباً ليقرأه، فهذا الأمر لم يعد له أهمية بالنسبة لشباب وفتيات اليوم، ولكى نشجعهم على القراءة يجب أن نضع عدة قصص قصيرة فى مكتبة المنزل فربما يلجئون إليها.. ولكن يجب انتقاء القصص التى تحتوى على عبر وتجارب ونصائح كأن تحتوى على تمجيد لشاب حاول أصدقاؤه إغراءه بالتدخين أو تناول المخدرات إلا أنه رفض أو قصة تفوق ونجاح لفتاة رفضت عرض صديقة لها بأن تذهب معها إلى حفلات صاخبة بدلاً من المدرسة أو محاضرة جامعية، المهم أن تحمل القصة مغزى ذا قيمة اجتماعية أو إنسانية مثل الإشادة بالصدق وتوضيح سوء عاقبة الكذب.
3- اللعب خارج المنزل:
فى كثير من الأحيان تمنع الأم ابنها الصغير من اللعب خارج البيت خوفاً من أن يقع له مكروه أو حذراً من اختلاطه بأصدقاء السوء أو ممن هم أقل منه فى المستوى الاجتماعى فيتعلم منهم الألفاظ النابية والسلوكيات غير المحببة، إلا أن الحرص الزائد هنا يعد تصرفاً خاطئاً، فعلى الوالدين أن يسمحا لابنهما بالاختلاط بكافة الشرائح الاجتماعية ممن هم فى عمره والسماح له باللعب معهم فى الحدائق والأماكن العامة والشواطئ؛ لأن فى ذلك فوائد يجب عدم إهمالها خاصة أن الطفل عندما يكبر سيضطر للتعامل مع الجميع من كافة شرائح المجتمع وفئاته؛ لأن الحياة تفرض ذلك عليه، لذا عليه التعود منذ الصغر على الاختلاط بالآخرين حتى ولو تعرض لمشكلات أو مآزق بسيطة، لأن هذا سوف يعطيه حصانة نفسية عندما يدخل معترك الحياة ويجد نفسه أمام تحديات حقيقية دون مساعدة أمه أو أبيه، ولكن هذا لا يعنى أن نترك الحبل على الغارب أو نترك الولد بلا رقابة منا، فهذه الرقابة ضرورية جداً، ولكن علينا ألا نشعره بأنه تحت الوصاية وأنه لولانا لما استطاع أن يتدبر أموره، فالأب والأم لن يكونا مع ابنهما طيلة حياته وفى كل الظروف التى يواجهها.
4- علينا تعويدهم أبوتنا وإشراكهم فى مناسباتنا الخاصة:
بالقدر الذى نسعى فيه إلى إسعاد أبنائنا علينا أيضاً أن نذكرهم بأن لنا عليهم واجبات من المفروض أن يعرفوها وهم صغار حتى يتذكروها وهم كبار، فمثلاً عندما تمر مناسبة عيد الأم يجب أن نعرفهم أنه من الضرورى أن يقدموا للأم هدية حتى ولو كانت وردة، فهذا الأمر يشعرهم بأن للآخرين حقاً عليهم يجب أن يحترموه، وإذا مرض أحد الوالدين يفترض أن نغرس فى نفوس الأبناء الاهتمام به كأن يقدم له الطعام أو الدواء، بحيث لا تمر حالة مرضية فى البيت دون أن يشارك الأبناء -مهما كانت أعمارهم- فى خدمة المريض ورعايته. وإذا تعرضت العائلة لأزمة يجب أن نشرك جميع أفراد العائلة فى محاولة حلها، وأن نطلب منهم الرأى حتى لو لم نعمل به، وذلك لنشعرهم بأن رأيهم مهم وأن له احترام وتقدير من قبل الأبوين.
5- وقت للتأمل والتفكير:
تتميز حياة اليوم بأنها سريعة الإيقاع لا وقت فيها للتأمل والتفكير العميق لدرجة أن أرباب شعر الماضى مثل المتنبى وشكسبير وغيرهما لو عاشوا فى عصرنا هذا وثقافته وظروفه لما قالوا قصيدة حكمة طويلة واحدة، فنمط الحياة السريع يفرض على الجميع أن يسير بسرعة، حتى إن الذى لا يجيد السرعة سيجد نفسه فى المؤخرة وقد تركه الآخرون وراءهم، ذلك لا يعنى أننا فقدنا إحساسنا كلياً بالجمال بل يجب علينا أن نغرس فى نفوس أبنائنا المعانى الجمالية فى الحياة ونأخذهم لقضاء بعض الوقت فى أحضان الطبيعة ونشجعهم على التأمل والاستبطان، هذا أمر ضرورى كى يعرف الأبناء ما يحيط بهم من قيم جمالية، وليعرفوا أيضاً أن الجمال ليس فقط فى جهاز الكمبيوتر ومن خلال شبكة الإنترنت، بل إن الأصل فى الطبيعة، وهذا بدوره سيجعل الأبناء يتذوقون الجمال، وبالتالى يعيشون الحياة الإنسانية بمعانيها الراقية.
6- العلاقات العائلية:
من الأمور التى يفتقدها أطفال اليوم (الإحساس بالعائلة الكبيرة) فالعائلة أصبحت فى نظرهم هى الأب والأم وأخ وأخت فى أحسن الأحوال، وهو ما حرم الطفل من قيم العائلة وامتدادها وزاد أنانيته وتقوقعه على ذاته.. مع العلم بأن قيم العائلة الكبيرة تشعر الطفل والابن بالحماية والأمن والطمأنينة والاعتزاز بالنفس والانتماء الذى ينسحب أيضاً على الحى والمدينة والوطن والأمة والدين. ولعل نشأة الطفل على الانتماء لعائلة صغيرة تجعله يشعر بالخوف عندما يخرج إلى الحياة العملية لأنه يكون قد تعود على مجتمع ما، مما قد يؤدى إلى فشله فى الحياة.
7- نحن نغرس الأنانية فى نفوس الأبناء:
نحن - ودون أن ندرى - نغرس الأنانية فى نفوس أبنائنا، فعندما نركز فى تعاملنا معهم على الاهتمام كلياً بأشيائهم الخاصة دون أن نطلب منهم أن يفكروا فينا أو فى الآخرين أو فى أطفال العالم من حولهم نكون قد دفعناهم إلى الأنانية، لذا فالمطلوب منا عندما نجلس معهم على مائدة الطعام مثلاً ونجدهم يتأففون من الأطعمة ولا يريدون تناولها أن نخبرهم بأن هناك ملايين الأطفال الذين لا يجدون ما يأكلون ولا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا فى مجتمعات فقيرة أو غير مستقرة، وهذا يغرس فى نفوس أبنائنا الاهتمام بالآخرين وشعورهم بالمسئولية تجاه العالم المحيط صغيره وكبيرة.
8- مساعدتهم على تحمل المسؤولية:
نفترض أن يعمل الآباء والأمهات معاً لتعليم وتعويد الأبناء على تحمل المسئولية ولو كانت محدودة فى سن مبكرة.. ولا بأس أن نطلب منهم مثلاً القيام بإصلاح بعض الأعطال فى البيت، أو فى حديقة البيت وأن يذهبوا إلى السوبر ماركت لشراء بعض المستلزمات من الخضروات والفواكه، وأن نعطيهم النقود ليدفعوا ثمن ما يشترونه وأن نراقب تصرفاتهم فيما نمنحهم من مصروف ونقود.
9- الاهتمام بالجيران:
من المهم جداً أن نزيد اهتمام أولادنا بالجيران ومناسباتهم الفرحة والحزينة، كأن نطلب منهم ألا يلعبوا أو يضحكوا بصوت عالٍ حفاظاً على مشاعر الجار، ولعله من الضرورى أن نغرس فى نفوسهم أهمية المشاركة الوجدانية من الآخرين؛ حتى تترسخ هذه القيمة فى نفوسهم وتكبر معهم.. ولكى يتم ذلك علينا اصطحابهم معنا لأداء الواجب فى المناسبات السارة ومحاولة تلقينهم فن التعامل مع كل ظرف، حتى تكبر معهم هذه القيم وتبقى راسخة فى نفوسهم.
10- التخيل (وهنا لا نعنى التأمل والتفكير):
وسط هذا الزخم من أفلام السينما والرسوم المتحركة ومحتويات شبكة الإنترنت وغيرها يجد الطفل أن كل شئ يقدم له جاهزاً دون التأمل والتفكر والتخيل فى أموره، لذا علينا أن نخلق عند أولادنا فكرة التخيل، كأن نطلب منهم أن يكتبوا قصة قصيرة وأن يتخيلوا أبطالها نصفهم من العمالقة والنصف الآخر من الأقزام، أو نطلب منهم أن يتخيلوا منظراً طبيعياً ورسمه كلوحة زيتية وهكذا، ولكى نشجعهم على ذلك لا بأس من تقديم هدية لهم عند إنجاز المهمة.. فعملية التخيل ضرورية للغاية لأنها تخلق عندهم شغف الإبداع ومحفزاته عندما يكبرون.
ونختم ذلك بالقول إن الطفل هو نتاج لتصرفات الأب والأم والمحيط الذى يعيش فيه، فالظروف التى يعيشها الطفل مع أسرته ومحيطه العائلى والاجتماعى تشكل ملامح شخصيته وإمكاناته ومنظومة قيمه وطرائق حياته وتصرفاته، ولذا فإن الوالدين هما المسئولان عن سلوك الطفل حيث يسهل تشكيله بالطريقة المثلى لأنه يتقبل ما نزرعه ويتأثر بما نفعله، ولذا ننصح الوالدين أن يكونا قدوة لأبنائهما فليس من المعقول أن تقول لابنك إن التدخين مضر بالصحة وأنت تدخن أمامه.
سؤال يطرق أبواب كل بيت.. حدد خبراء التربية بعض الأمور التي يتعين على كل أب وكل أم الوعى بها، وهي:
1- الأبناء لم يعودوا يسألون أمهاتهم وآباءهم: في الوقت الحاضر أصبحت هناك فجوة بين الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، فالأبناء لا يلجئون إلى ذويهم لسؤالهم عن أي قضية ولا يطلبون رأيهم في حل أي مشكلة..
ولو احتاج الابن الرأى والمشورة فى أى مسألة فإنه يلجأ إلى الأصدقاء أو الوسائل الأخرى خاصة شبكة المعلومات (الإنترنت). وقد أجرى بعض الباحثين دراسة على عدد من الأولاد والبنات تتراوح أعمارهم ما بين 9 و 12 عاماً. فتبين لهم أن 90% من الأبناء يبحرون فى الشبكة للحصول على المعلومات التى يريدونها، ومعها أصبحت حاجة الأبناء إلى ذويهم فى هذه المسألة شبه معدومة وهذا بدوره يعزز الفجوة بين الابن ووالديه.
2- افتقار مكتبة البيت إلى قصص قصيرة ذات قيمة:
مع تسارع الزمن أصبح من شبه المستحيل أن تجد شاباً أو فتاة فى سن المراهقة ويحمل كتاباً ليقرأه، فهذا الأمر لم يعد له أهمية بالنسبة لشباب وفتيات اليوم، ولكى نشجعهم على القراءة يجب أن نضع عدة قصص قصيرة فى مكتبة المنزل فربما يلجئون إليها.. ولكن يجب انتقاء القصص التى تحتوى على عبر وتجارب ونصائح كأن تحتوى على تمجيد لشاب حاول أصدقاؤه إغراءه بالتدخين أو تناول المخدرات إلا أنه رفض أو قصة تفوق ونجاح لفتاة رفضت عرض صديقة لها بأن تذهب معها إلى حفلات صاخبة بدلاً من المدرسة أو محاضرة جامعية، المهم أن تحمل القصة مغزى ذا قيمة اجتماعية أو إنسانية مثل الإشادة بالصدق وتوضيح سوء عاقبة الكذب.
3- اللعب خارج المنزل:
فى كثير من الأحيان تمنع الأم ابنها الصغير من اللعب خارج البيت خوفاً من أن يقع له مكروه أو حذراً من اختلاطه بأصدقاء السوء أو ممن هم أقل منه فى المستوى الاجتماعى فيتعلم منهم الألفاظ النابية والسلوكيات غير المحببة، إلا أن الحرص الزائد هنا يعد تصرفاً خاطئاً، فعلى الوالدين أن يسمحا لابنهما بالاختلاط بكافة الشرائح الاجتماعية ممن هم فى عمره والسماح له باللعب معهم فى الحدائق والأماكن العامة والشواطئ؛ لأن فى ذلك فوائد يجب عدم إهمالها خاصة أن الطفل عندما يكبر سيضطر للتعامل مع الجميع من كافة شرائح المجتمع وفئاته؛ لأن الحياة تفرض ذلك عليه، لذا عليه التعود منذ الصغر على الاختلاط بالآخرين حتى ولو تعرض لمشكلات أو مآزق بسيطة، لأن هذا سوف يعطيه حصانة نفسية عندما يدخل معترك الحياة ويجد نفسه أمام تحديات حقيقية دون مساعدة أمه أو أبيه، ولكن هذا لا يعنى أن نترك الحبل على الغارب أو نترك الولد بلا رقابة منا، فهذه الرقابة ضرورية جداً، ولكن علينا ألا نشعره بأنه تحت الوصاية وأنه لولانا لما استطاع أن يتدبر أموره، فالأب والأم لن يكونا مع ابنهما طيلة حياته وفى كل الظروف التى يواجهها.
4- علينا تعويدهم أبوتنا وإشراكهم فى مناسباتنا الخاصة:
بالقدر الذى نسعى فيه إلى إسعاد أبنائنا علينا أيضاً أن نذكرهم بأن لنا عليهم واجبات من المفروض أن يعرفوها وهم صغار حتى يتذكروها وهم كبار، فمثلاً عندما تمر مناسبة عيد الأم يجب أن نعرفهم أنه من الضرورى أن يقدموا للأم هدية حتى ولو كانت وردة، فهذا الأمر يشعرهم بأن للآخرين حقاً عليهم يجب أن يحترموه، وإذا مرض أحد الوالدين يفترض أن نغرس فى نفوس الأبناء الاهتمام به كأن يقدم له الطعام أو الدواء، بحيث لا تمر حالة مرضية فى البيت دون أن يشارك الأبناء -مهما كانت أعمارهم- فى خدمة المريض ورعايته. وإذا تعرضت العائلة لأزمة يجب أن نشرك جميع أفراد العائلة فى محاولة حلها، وأن نطلب منهم الرأى حتى لو لم نعمل به، وذلك لنشعرهم بأن رأيهم مهم وأن له احترام وتقدير من قبل الأبوين.
5- وقت للتأمل والتفكير:
تتميز حياة اليوم بأنها سريعة الإيقاع لا وقت فيها للتأمل والتفكير العميق لدرجة أن أرباب شعر الماضى مثل المتنبى وشكسبير وغيرهما لو عاشوا فى عصرنا هذا وثقافته وظروفه لما قالوا قصيدة حكمة طويلة واحدة، فنمط الحياة السريع يفرض على الجميع أن يسير بسرعة، حتى إن الذى لا يجيد السرعة سيجد نفسه فى المؤخرة وقد تركه الآخرون وراءهم، ذلك لا يعنى أننا فقدنا إحساسنا كلياً بالجمال بل يجب علينا أن نغرس فى نفوس أبنائنا المعانى الجمالية فى الحياة ونأخذهم لقضاء بعض الوقت فى أحضان الطبيعة ونشجعهم على التأمل والاستبطان، هذا أمر ضرورى كى يعرف الأبناء ما يحيط بهم من قيم جمالية، وليعرفوا أيضاً أن الجمال ليس فقط فى جهاز الكمبيوتر ومن خلال شبكة الإنترنت، بل إن الأصل فى الطبيعة، وهذا بدوره سيجعل الأبناء يتذوقون الجمال، وبالتالى يعيشون الحياة الإنسانية بمعانيها الراقية.
6- العلاقات العائلية:
من الأمور التى يفتقدها أطفال اليوم (الإحساس بالعائلة الكبيرة) فالعائلة أصبحت فى نظرهم هى الأب والأم وأخ وأخت فى أحسن الأحوال، وهو ما حرم الطفل من قيم العائلة وامتدادها وزاد أنانيته وتقوقعه على ذاته.. مع العلم بأن قيم العائلة الكبيرة تشعر الطفل والابن بالحماية والأمن والطمأنينة والاعتزاز بالنفس والانتماء الذى ينسحب أيضاً على الحى والمدينة والوطن والأمة والدين. ولعل نشأة الطفل على الانتماء لعائلة صغيرة تجعله يشعر بالخوف عندما يخرج إلى الحياة العملية لأنه يكون قد تعود على مجتمع ما، مما قد يؤدى إلى فشله فى الحياة.
7- نحن نغرس الأنانية فى نفوس الأبناء:
نحن - ودون أن ندرى - نغرس الأنانية فى نفوس أبنائنا، فعندما نركز فى تعاملنا معهم على الاهتمام كلياً بأشيائهم الخاصة دون أن نطلب منهم أن يفكروا فينا أو فى الآخرين أو فى أطفال العالم من حولهم نكون قد دفعناهم إلى الأنانية، لذا فالمطلوب منا عندما نجلس معهم على مائدة الطعام مثلاً ونجدهم يتأففون من الأطعمة ولا يريدون تناولها أن نخبرهم بأن هناك ملايين الأطفال الذين لا يجدون ما يأكلون ولا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا فى مجتمعات فقيرة أو غير مستقرة، وهذا يغرس فى نفوس أبنائنا الاهتمام بالآخرين وشعورهم بالمسئولية تجاه العالم المحيط صغيره وكبيرة.
8- مساعدتهم على تحمل المسؤولية:
نفترض أن يعمل الآباء والأمهات معاً لتعليم وتعويد الأبناء على تحمل المسئولية ولو كانت محدودة فى سن مبكرة.. ولا بأس أن نطلب منهم مثلاً القيام بإصلاح بعض الأعطال فى البيت، أو فى حديقة البيت وأن يذهبوا إلى السوبر ماركت لشراء بعض المستلزمات من الخضروات والفواكه، وأن نعطيهم النقود ليدفعوا ثمن ما يشترونه وأن نراقب تصرفاتهم فيما نمنحهم من مصروف ونقود.
9- الاهتمام بالجيران:
من المهم جداً أن نزيد اهتمام أولادنا بالجيران ومناسباتهم الفرحة والحزينة، كأن نطلب منهم ألا يلعبوا أو يضحكوا بصوت عالٍ حفاظاً على مشاعر الجار، ولعله من الضرورى أن نغرس فى نفوسهم أهمية المشاركة الوجدانية من الآخرين؛ حتى تترسخ هذه القيمة فى نفوسهم وتكبر معهم.. ولكى يتم ذلك علينا اصطحابهم معنا لأداء الواجب فى المناسبات السارة ومحاولة تلقينهم فن التعامل مع كل ظرف، حتى تكبر معهم هذه القيم وتبقى راسخة فى نفوسهم.
10- التخيل (وهنا لا نعنى التأمل والتفكير):
وسط هذا الزخم من أفلام السينما والرسوم المتحركة ومحتويات شبكة الإنترنت وغيرها يجد الطفل أن كل شئ يقدم له جاهزاً دون التأمل والتفكر والتخيل فى أموره، لذا علينا أن نخلق عند أولادنا فكرة التخيل، كأن نطلب منهم أن يكتبوا قصة قصيرة وأن يتخيلوا أبطالها نصفهم من العمالقة والنصف الآخر من الأقزام، أو نطلب منهم أن يتخيلوا منظراً طبيعياً ورسمه كلوحة زيتية وهكذا، ولكى نشجعهم على ذلك لا بأس من تقديم هدية لهم عند إنجاز المهمة.. فعملية التخيل ضرورية للغاية لأنها تخلق عندهم شغف الإبداع ومحفزاته عندما يكبرون.
ونختم ذلك بالقول إن الطفل هو نتاج لتصرفات الأب والأم والمحيط الذى يعيش فيه، فالظروف التى يعيشها الطفل مع أسرته ومحيطه العائلى والاجتماعى تشكل ملامح شخصيته وإمكاناته ومنظومة قيمه وطرائق حياته وتصرفاته، ولذا فإن الوالدين هما المسئولان عن سلوك الطفل حيث يسهل تشكيله بالطريقة المثلى لأنه يتقبل ما نزرعه ويتأثر بما نفعله، ولذا ننصح الوالدين أن يكونا قدوة لأبنائهما فليس من المعقول أن تقول لابنك إن التدخين مضر بالصحة وأنت تدخن أمامه.