من طرف (.. هذا الكتاب.. هو ثمرة جهد لتقديم بعض ماله مساس بحفظ السلامة في البنية الجسدية وغيرها للنشء، في أخطر المراحل التي يمر بها، وحيث لا يكون له هو فيها أي خيار، بل هو يتلقى ما يختاره له غيره، سواء أحسن الاختيار أو أساء).
يمتاز عرض مادة الكتاب بتكثيف معلومات موزعة على تقديم ومقدمة وستة فصول.
في مقدمة الكتاب نقرأ هذا النص:
(تعتبر التغذية السليمة من أهم المواضيع التي تشغل بال كل أم على الإطلاق، في أي بيئة أو مجتمع كانت، ومهما كان مستواها العلمي أو الاجتماعي فالتغذية لها تأثير مباشر وأساسي على النمو الجسدي والفكري للطفل، ومثلما تحتاج الآلة الى مصدر للطاقة كي تؤدي عملها على أكمل وجه، كذلك الإنسان يحتاج إلى الغداء كمصدر أساسي للطاقة لكي ينمو ويتكامل بشكل صحيح.
وكما أن هذه الآلة تحتاج الى بنزين أو مازوت أو ما شابه، كذلك جسم الإنسان يحتاج الى غذاء سليم تتوفر فيه البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية بشكل كافٍ ومتوازن لكي ينمو بشكل سليم.
لقد أثبتت الدراسات بما لا يقبل الشك أن الأطفال الذين يتغذون بشكل صحيح هم أكثر صحة ونشاطاً ومقاومة للأمراض، وكذلك أكثر قدرة على التعلم واكتساب المهارات فيما بعد.
في المقابل، فإن سوء التغذية هو أحد الأسباب الرئيسية والأكثر شيوعاً للكثير من الأمراض الجسدية والنفسية التي تصيب الأطفال بصورة عامة).
في الفصل الأول المعنون: (أهمية التغذية الصحيحة للطفل في سنواته الأولى) نقرأ على الصفحات (11و12و13) هذه السطور:
تكمن أهمية التغذية الصحيحة في السنوات الأولى من عمر الطفل في أنها تؤمن:
الرشد والنمو السليم الجسدي والعقلي.
الوقاية من الأمراض المختلفة.
اكتساب الطفل للعادات الغذائية السليمة.
1: التغذية والتطور والنمو:
يزيد طول الطفل بمعدل 25-30سم في عامه الأول، وهي أكبر نسبة زيادة في الطول مقارنة بباقي سنوات عمره، وفي السنة الثانية يزداد طوله ما بين 13 و14سم، أي تقريباً نصف مقدار الزيادة في السنة الأولى.
وتقل هذه النسبة تدريجياً حتى تصبح في حدود 5-6سم في السنة الرابعة وما بعدها من سنوات إلى أن يصل الطفل الى سن البلوغ حيث تتسارع نسبة النمو هذه مجدداً.
يتضاعف وزن الطفل لدى بلوغه الشهر الخامس، ويصبح ثلاثة أضعاف وزنه فإن الوزن الطبيعي له عند بلوغه العام الأول هو تسعة إلى عشرة كيلو غرامات تقريباً.
.. أما النمو العقلي فهو كذلك يبلغ أقصى سرعة في السنتين الأوليين من عمر الطفل، ويشير الى ذلك زيادة محيط رأس الطفل في هذه المرحلة.
يزيد محيط الرأس بمقدار 12-13سم.. في السنة الأولى من عمر الطفل، و9-10سم في أشهر السنة الأولى.. فالعقل في هذه المرحلة ينمو كماً وكيفاً بزيادة حجمه وزيادة عدد الخلايا في المخ، وكيفاً (نوعياً) بترقي عمل هذه الخلايات والأجزاء داخل المخ.
فالطفل يجلس وحده في حدود الشهر السادس، ويتلفظ بأولى كلماته (بابا، ماما) في الشهر الثامن، ويقف وحده في حدود الشهر التاسع ويخطو أولى خطواته في الشهر العاشر.. وهكذا دواليك..
من هنا نجد أن الرشد والنمو يبلغان أقصى سرعتهما في السنتين الأوليين من عمر الطفل، وهذا يفسّر زيادة حاجات الجسم الغذائية في هذه المرحلة، فالغذاء الذي يشبع ويكفي الشخص البالغ، مؤكد لا يكفي الطفل الذي ينمو بمثل هذه السرعة.. كذلك فان نوعية الغذاء مهمة كما الكمية، إذ يجب أن تحتوي على جميع العناصر الضرورية الأساسية لبناء جسم سليم معافا.
وفي الفصل الثاني المعنون: (آثار سوء التغذية) نقرأ شيئاً من ذلك فيما يخص الطفل.
أما في الفصل الثالث المعنون (الطريقة الصحيحة لتغذية الطفل ومراحلها) فنقرأ تقسيماً لتلك المراحل ورد تحت عنوان (مراحل تغذية الطفل) كما وردت جدولتها على الصفحة (22) وبالنص التالي:
يجب تغذية الطفل الرضيع على مراحل:
المرحلة الأولى: تمتد من الولادة الى عمر 4 أشهر.
المرحلة الثانية: من عمر 4 الى 6 أشهر.
المرحلة الثالثة: من عمر 6 الى 8 أشهر.
المرحلة الرابعة: من عمر 8 الى 11 شهراً.
المرحلة الخامسة: 12 شهراً وما فوق.
وأما في الفصل الرابع المعنون (الفطام) فنقرأ هذه السطور الواردة على الصفحة (97-98):
يقل استهلاك الطفل للحليب تدريجياً بعد بلوغه عامه الأول واعتماده على الأغذية الجامدة كمصدر رئيسي للطاقة، ويقل بالتالي إدرار الحليب من ثدي الأم ما يجعل الفطام يمر دون صعوبة تذكر على الأم والطفل معاً. جاء ذكر الرضاعة في القرآن الكريم في سورة البقرة: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (سورة البقرة: الآية 233).
وهذا ما أثبته الطب الحديث بعد مرور ألف وأربعمائة سنة على نزول القرآن الكريم إذ ان منظمة الصحة العالمية توصي بإرضاع الطفل حتى عمر سنتين فحليب الأم هو الأفضل والأنسب للطفل في هذا العمر.
أما إذا أرادت الأم فطام طفلها، فمن الأفضل أن يتم ذلك تدريجياً وخلال مدة من الزمن على ان لا يتم دفعة واحدة، كأن تعطي الأم مثلاً طفلها حليب البقر الكامل المبستر أو المجفف (هذا إذا كان فوق السنة من العمر طبعاً) عوضاً عن جزء من الرضعة المعتادة من الثدي.. وهكذا يفطم الطفل بالكامل بعد مرور عدة أيام دون صعوبة تذكر، وهذه هي الطريقة المثلى للفطام عوضاً عن منع الطفل كلياً وفجأة عن الرضاعة ففي هذه الحالة الأخيرة يكون الفطام صعباً على الطفل والأم معاً.
وكذلك ففي الفصل الخامس المعنون: (النظام الغذائي الخاص للحالات الخاصة) نقرأ هذه السطور الواردة على الصفحة (103) من الكتاب:
(يعاني العديد من الأطفال من عوارض الحساسية بشكل مستمر.. التي قد تقتصر على الجلد حيناً.. أو قد تصيب الجهاز التنفسي، وقد تشتد هذه الحالة بحيث تستدعي دخول الطفل الى المستشفى من أجل العلاج
وقد أثبت العلم بما لا يقبل الشك، أن للطعام دوراً أساسياً في بروز عوارض الحساسية لدى هؤلاء الأطفال. من هذا المنطلق، ينصح الأطباء بالتقيد بنظام غذائي خاص وضع خصيصاً لهؤلاء الأطفال.).
وجاء في الفصل السادس المعنون: (نماذج من الأغذية الخاصة بالرضع وفوائدها) لنقرأ على صفحاته الممتدة في الصفحة (111) وحتى الصفحة (121) هذه الكلمات المقترنة بأسماء بعض المواد المدرجة كعناوين فرعية:
(في هذا الفصل يتم التركيز على بعض الأغذية المفيدة للأطفال الرضع وذكر فوائدها وخواصها والطريقة المثلى لتحضيرها:
عصير الجزر
عصير التفاح
عصير الفريز
التمر
الجزر
شوربة الخضار المشكّلة
معجون الخضار المسلوقة
معجون الحبوب (البقول)
المهلبية
الأرز بالحليب
مغلي الأرز والجزر
شوربة العدس
البطاطا بوريه.
مهلبية اللوز
